أ- ذكر الله :
من أهم الآداب ، أن يذكر الإنسان ربه قبل دخوله موضع قضاء الحاجة حيث قد أخبر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن مواضع قضاء الحاجة يوجد فيها الشياطين ، ولهذا قال فيما رواه الترمذي عن زيد بن الأرقم (رضي الله عنه); أبو داود الطهارة (6) ، ابن ماجه الطهارة وسننها (296) ، أحمد (4/369). إن هذه الحشوش محتضرة ، فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل : اللهم أني أعوذ بك من الخبث والخبائث وورد في الصحيحين عن أنس (رضي الله عنه) أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك الدعاء عند دخوله الخلاء قال ابن حجر رحمه الله : كان (صلى الله عليه وسلم) يستعيذ إظهارا للعبودية ، ويجهر بها للتعليم . وذكر الله تعالى-كما ذكرنا- لا يدع مجالا للشياطين أن تتسلط على الإنسان كما ورد في حديث علي (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الترمذي الجمعة (606) ، ابن ماجه الطهارة وسننها (297). ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا دخل الكنيف أن يقول بسم الله قال الإمام النووي (رحمه الله ) : ( قال أصحابنا : ويستحب هذا الذكر سواء كان في البنيان أو في الصحراء . وقال أصحابنا (رحمهم الله ) : يستحب أن يقول أولا : بسم الله ثم يقول البخاري الوضوء (142) ، مسلم الحيض (375) ، الترمذي الطهارة (6) ، النسائي الطهارة (19) ، أبو داود الطهارة (4) ، ابن ماجه الطهارة وسننها (296) ، أحمد (3/99) ، الدارمي الطهارة (669). اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث ويقول عند خروجه : الترمذي الطهارة (7) ، أبو داود الطهارة (30) ، ابن ماجه الطهارة وسننها (300) ، أحمد (6/155). غفرانك أو الحمد لله الذي أذاقني لذته ، وأبقى فيّ قوته ، ودفع عني أذاه أي : أذاقني لذة الطعام وأبقى في قوته ونفعه وأذهب عني ما يضر ويؤذي .
ب- الدخول بالرجل اليسرى والخروج باليمنى :
وذلك لورود البدء بالتيامن فيما هو شريف ، والبدء بالتياسر فيما هو دنيء .
ج- عدم اصطحاب شيء فيه ذكر الله بشكل ظاهر :
لما روى أصحاب السنن عن أنس (رضي الله عنه) قال : الترمذي اللباس (1746) ، النسائي الزينة (5213) ، أبو داود الطهارة (19) ، ابن ماجه الطهارة وسننها (303). كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل الخلاء وضع خاتمه ,و كان منقوشا عليه محمد رسول الله
د- الابتعاد عن الذكر والكلام :
فيكرهان في حالة قضاء الحاجة سواء كان في الصحراء أو في البنيان ، وسواء في ذلك جميع الأذكار والكلام ، إلا كلام الضرورة .
هـ- عدم قضاء الحاجة في ظل الناس وطريقهم وأماكن جلوسهم :
وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم : أبو داود الطهارة (26) ، ابن ماجه الطهارة وسننها (328). اتقوا اللاعنين الثلاث : البراز في الموارد ، وقارعة الطريق ، والظل وفي رواية : مسلم الطهارة (269) ، أبو داود الطهارة (25) ، أحمد (2/372). اتقوا اللاعنين ، قالوا : وما اللاعنان يا رسول الله ؟ قال : الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم ولا يخفى ما في هذا الهدي النبوي من المحافظة على صحة الإنسان والحيوان بل وحتى النبات ، فكان الإسلام بذلك قد وضع الأسس القوية لما يعرف اليوم بصحة البيئة .
و- الاستبراء من البول ، وتجنب النجاسة حتى لا تصيب الثوب أو البدن :
وذلك لأن عامة عذاب القبر من عدم الاستبراء من البول كما ورد في حديث أبي هريرة (رضي الله عنه) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ابن ماجه الطهارة وسننها (348) ، أحمد (2/326). استنزهوا من البول فإن عامة عذاب القبر منه ويكون تجنب النجاسة بعدم التبول في مهب الريح لئلا ترد البول عليه ، وكذلك الأرض الصلبة . كما يجب رفع الثياب حتى لا تصيبها النجاسة .
ز- عدم الاستنجاء باليمين :
لما جاء في الصحيحين عن أبي قتادة (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : البخاري الوضوء (153) ، مسلم الطهارة (267) ، الترمذي الأشربة (1889) ، النسائي الطهارة (24) ، أبو داود الطهارة (31) ، ابن ماجه الطهارة وسننها (310) ، أحمد (5/300) ، الدارمي الطهارة (673). إذا بال أحدكم فلا يأخذ ذكره بيمينه ، ولا يستنج بيمينه ، ولا يتنفس في الإناء وذلك إكراما لليمين ، فهي للأمور الشريفة كالأكل والشرب . أما الشمال فهي للدنايا كالاستنجاء ، والامتخاط وما شابه ذلك .
ح- عدم استقبال القبلة أو استدبارها :
لما روى البخاري ومسلم عن أبي أيوب الأنصاري (رضي الله عنه) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة ولا تستدبروها ، ولكن شرقوا وغربوا ، قال أبو أيوب : فقدمنا الشام ، فوجدنا مراحيض قد بنيت نحو الكعبة ، فننحرف عنها ، ونستغفر الله )
ط- غسل اليدين بالماء والصابون بعد الخروج من الخلاء :
لما ورد عن جرير بن عبد الله (رضي الله عنه) قال : النسائي الطهارة (51) ، ابن ماجه الطهارة وسننها (359). كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فأتى الخلاء ، فقضى الحاجة ، ثم قال : يا جرير هات طهورا ، فأتيت بالماء ، فاستنجى ، وقال بيده ، فدلك بها الأرض حيث يقوم الصابون اليوم مقام الدلك بالتراب لأن الغاية هي الطهارة وإذهاب النجاسة وآثارها ، وهو حاصل بالصابون . مع عدم إغفال فائدة التراب في هذا الجانب ، حيث يمكن أن يقوم بهذا الدور عند عدم وجود صابون .
كل تلك الآداب التي أوردناها توضح لنا مدى سمو الإسلام ورقيه وهو يهذب المؤمن ويؤدبه ليجعله وعاء نقيا لاستيعاب تعاليم الإسلام وأحكامه وتطبيقها حق التطبيق ، ومن ثم يأخذ الناس من القدوة الحسنة ، فالإسلام هو الرائد في ذلك ، وآدابه تختلف عن غيره لأنها تقوم على أساس ديني يراقب المؤمن فيه ربه ، فيلتزم بتلك الآداب في كل أحواله ، لا سيما فيما نحن بصدده الآن ، حيث يكون الإنسان لوحده لا يراه إلا خالقه سبحانه وتعالى