الطريق مرفق عام من حق كل شخص الاستفادة منه دون أن يتعرض للأذى أو المضايقة من أحد ، بل إذا احتاج للعون والنجدة وجدهما من إخوانه بدون مقابل ، لذا شرع الإسلام آدابا ينبغي مراعاتها عند استعمال الطريق ، وهي :
1 )التواضع في المشي : بأن يمشي الإنسان على الأرض هونا ، أي مشيا لينا رفيقا ، وذلك لقوله تعالى : وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا وقال سبحانه : وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا
2 )غض البصر عن المحرمات : فلا ينظر إلى النساء الأجنبيات ، قال تعالى : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وذلك لأن في هذا النظر انتهاك لحرمات الآخرين ، كما أنه ذريعة للزنا .
3 )إلقاء السلام على من يعرف ومن لا يعرف : روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص (رضي الله عنهما) البخاري الإيمان (12) ، مسلم الإيمان (39) ، النسائي الإيمان وشرائعه (5000) ، أبو داود الأدب (5194) ، ابن ماجه الأطعمة (3253) ، أحمد (2/169). أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال : أي الإسلام خير ؟ قال : تطعم الطعام وتقرأ السلام ، على من عرفت ومن لم تعرف
4 )المحافظة على نظافة الطريق : فلا يلقي فيه الأوساخ ، لا سيما ما يؤذي الناس ، كالأشياء التي تسبب الانزلاق ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ابن ماجه الأحكام (2340). لا ضرر ولا ضرار بل المطلوب من المسلم أن يرفع عن الطريق ما يؤذي المارة من حجر أو شوك أو كل ما يسبب ضررا بالآخرين ، لما روى البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : البخاري الإيمان (9) ، مسلم الإيمان (35) ، الترمذي الإيمان (2614) ، النسائي الإيمان وشرائعه (5005) ، أبو داود السنة (4676) ، ابن ماجه المقدمة (57) ، أحمد (2/414). الإيمان بضع وسبعون شعبة ، أعلاها قول : لا إله إلا الله ، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق
5 ) تجنب الأخطار : وذلك بأخذ الحذر من كل ما قد يسبب ضررا من حيوان أو إنسان أو مركبة وذلك أخذا من عموم قوله تعالى : وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وعلى المسلم أيضا أن يرد عن الآخرين تلك الأخطار بتنبيههم إليها أو كفها عنهم إن استطاع ، فهو من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وفي الحديث عن أبي سعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : البخاري المظالم والغصب (2333) ، مسلم اللباس والزينة (2121) ، أبو داود الأدب (4815) ، أحمد (3/36). (إياكم والجلوس في الطرقات ) فقالوا : يا رسول الله ، ما لنا من مجالسنا بد ، نتحدث فيها ، فقال : (فإذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه ) قالوا : وما حق الطريق يا رسول الله ؟ قال : (غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)