د.رانيا حسن عضو جديد
عدد المساهمات : 8 السٌّمعَة : 0 الجنس :
الأوسمة :
| موضوع: الذكرى السبت يناير 30, 2010 3:14 pm | |
| الذكرى "لماذا دائما في هذا الوقت من العام ؟"هتفت بها في حنق للطبيب الذي ما لبث أن هز رأسه هو الآخر في عدم فهم :- "لا يوجد سبب عضوي محدد لهذه الحالة لكن المهم أنها تنتهي فجأة كما بدأت.ربما الأمر يحتاج إلى استشارة طبيب نفسي ."أما هو فكان يرقد على سريره يرتجف وتلك الرعدة تنتابه بين حين وأخرى فيرتج لها جسده كله تتجسد الذكرى أمامها كوحش عملاق يمد يده الباردة داخل صدر صاحبنا فتعتصر قلبه ..يتابع بعينين مرهقتين شريط ذكرياته الحزينة ..ذلك الصبي الأسمر النحيل ذو الشعر القصير المجعد انه هو يحمل حقيبته القماش البالية ويمضى بكل عزم إلى مدرسته ..يجلس في صفه يسمع أستاذ متولي ينادى اسمه بصوته الجهوري :- "احمد عبد الرحمن ..الدرجة النهائية بوركت يا فتى ."يشعر بنظرات الحقد تخترق جسده الضعيف فيمتلأ قلبه الصغير بالفخر ..يواصل اجتهاده ويحصل على المجانية يلتحق بالمرحلة التوجيهية....يلتحق ببعض الأعمال ليوفر قروشا قليلة يقضى بها لنفسه بعض احتياجاته فقد كان برغم شدة فقره يرفض أن يرتدى أي ملابس مستعملة من التي يجود بها أغنياء القرية على أمثاله بل صار يلح على أمه ألا تقبل أي نقود من أي مخلوق كان يهتف بها دائما :- "إن الله اخذ من الفقير المال لكنه أبقى له الكرامة فإن هو فقدها بات معدما بحق ."- ترد هي في حيرة :- "يا ولد من تأتى بهذا الكلام ؟"وعمل في جمع الدودة كان جميع التلاميذ الفقراء مثله يعملون بها وكان الجميع يعلم بمدى ذكاءه وتفوقه فارتأى ملاحظ العمال أن يجعله مساعده ..وقتها شعر بسعادة كبيرة فاليومية اكبر ،كما انه مسموح له بأن يجلس في الظل بعيدا عن شمس الصيف المحرقة ..شعر بسذاجته وقتها ..لو انه علم ما تخبئه الأقدار ما كان ليفرح كل تلك الفرحة وما كان ليزهو بنفسه كل هذا الزهو .هوت عليه تلك اللحظة كالسيف الحاد فقسمته لنصفين ..وتضخم أمامه وجه الملاحظ وهو يخبره أن هناك جوالين ناقصين ..صرخ لا اعلم ..واجهوه ألست مسئولا ...صرخ من جديد هذا ظلم ..ولكن من قال أن الفقير له صوت عالي يمكن أن يسمع آذان السلطة الصماء أمر العمدة غفراءه بإلقاء الفتى بالجرن حتى يعترف بمكان الجوالين ..تأمل الحوائط الكئيبة .فخيل إليه انه ستنقض عليه فتعصره حتى يصير كومة من العجين ..تلك الرائحة العطنة المميزة للجرن ..لا زال يشعر بها تسكن رئتيه يمضى به الزمن ولا يمضى سبعة أيام من عمره وهو سجين في تهمة هو بريء منها سبعة أيام يرتجف من البرد والخوف وصوت أمه المسكينة تناديه من وراء تلك النافذة الضيقة :- "اصبر يا ولدى ..لا بد للحق أن يظهر ."يهمس لنفسه "يا رب ."وينفتح باب الجرن ويرى وجوه سجانيه يعتريها شيء من الخجل المتكبر:- "عفوا يا احمد لقد وجدنا السارق ."وخرج وعاد إلى حضن أمه لكن الحادثة أحدثت بجسده عاهة لم تقدر السنين أن تمحوها ..كانت أمه أول من عرف بها ..عندما فشلت طريقتها الخالدة وهى قرص الأسبرين وزجاجة المياه الغازية في أن تشفى علته حينها عرفت أن ما به ندبة في النفس لن تزول فاعتادتها واعتادها هو الآخر . | |
|
د علاءمرتضي موسس المنتدي
عدد المساهمات : 17998 السٌّمعَة : 40 العمر : 57 الجنس :
الأوسمة :
| موضوع: رد: الذكرى الأحد يناير 31, 2010 8:46 am | |
| دائما يجب للحقق ان يظهر ولو بعد حين شكرا على تلك القصه الرائعه | |
|