نورا(المسابقة )

نورا

شفاة وردية بلون التفاح الذي في عمرها لم تتذوقه وعيون ضاحكة مع أنها لم ترى من الدنيا إلا وجهها المتجهم العابس .انف صغير يأخذ من هواء الدنيا القليل الذي يكفيه دون أن يتذمر أو يتطلع للمزيد ، شعر كستنائي بلون البندق المسكر برغم كل ما علق به من غبار وأعواد قش رقيقة اظنه كان ناعما ذات يوم .

التقيها على ضفة ذلك الرافد الشارد من النهر العظيم تعبث وسط أكوام من القمامة تبحث في إصرار عن شيء يصلح للهو ربما دمية مشوهة أو حصان أعرج لايهم إن خيالها الخصب لقادر أن يحول دميتها الدميمة إلى أميرة جميلة بل ويجعل حصانها العاجز بطل في قفز الحواجز في شيء هو اقرب للسحر .

تشعر بي أخطو نحوها فترفع إلي عينين في نقاء البلور حتى أني أرى انعكاسا لنفسي القديمة التي فقدتها في رحلة الصمت الطويلة .سألتها عن اسمها فردت في صوت كالموسيقى :

- "نورا ."

اسمها نورا وكأن من منحها الاسم تمنى لو أن ميلاد صغيرته يمنحه قبسا من نور يعينه في ظلمات ارض الشقاء السرمدية .

شيء فيها ذكرني بعروس النيل في الأساطير القديمة لكن النيل لم يعد يطلب غادة حسناء شهية بل صار يشتاق إلى صبية تحمل لون طميه تستشعر مأساته تربت على جرحه تحترم كبرياءه المهزوم ..تشفق على ملك مخلوع تمنحه في ارض الأحلام تاجا وصولجانا ..النهر يريد فتاة مثلها مثل نورا.

امنحها شيئا من صكوك الرق التي استعبدتنا في العهد الجديد لا يبدو عليها الاكتراث وكأنها من زمن غير هذا الزمن أو ربما لأنها لم تنضم بعد إلى قوافل العبيد .

مسحت بيدي فوق رأسها الصغير أتلمس منه البركة آه يا نورا لو تعرفين مالذي تخفيه عنك نوايا الزمن الخبيث .لكم .أشفق عليك يا زهرة النيل الوليدة من كل النخاسين الذين لا يعرفون قيمة الماس الحر الأصيل ..أخاف عليكي يا فتاتي من الذين اغتالوا ا من قبلك الآلاف من عرائس النيل .

لو أني أستطيع أن اشق صدري وأحملك بداخله كقلبي لكني أخاف أن أفقدك في الطريق كما فقدت من قبل حلمي

أقف حائرة إلى أين امضي وأتركك.. اشعر بعجزي يتأكد لي ساعة فارقتك أني امرأة ماتت منذ سنين وان تأخر تشييع جثماني ،

.