منتديات الانوار
اهلا بك زائرنا العزيز

تشرفنا زيارتك

ويسعدنا ان تكون عضوا معنا او زائرا مستديما
منتديات الانوار
اهلا بك زائرنا العزيز

تشرفنا زيارتك

ويسعدنا ان تكون عضوا معنا او زائرا مستديما
منتديات الانوار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


مطلوب فريق لاقسام المنتدى




شبكة منتديات الانوار10




السوق التجارى المصرى والعربى ادخل من هنا




 

 رجل سعيد جدا-المسابقة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
هبة الله محمد
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 4
السٌّمعَة : 0
الجنس : انثى

الأوسمة :

رجل سعيد جدا-المسابقة Empty
مُساهمةموضوع: رجل سعيد جدا-المسابقة   رجل سعيد جدا-المسابقة I_icon_minitimeالخميس يناير 07, 2010 11:58 pm

رجل سعيد جدا!!


وصلتني النقود بالأمس، وسأنفذ فكرتي الغريبة اليوم. نعم، أعلم أنني سأكون
أشبه بشخص يلقي بكل ما يملك من النافذة ولكن يمكنك أن تعذرني؛ فأنا أسير كل يوم في
نفس الشارع.أذهب إلى نفس العمل.وأقابل نفس الوجوه، وأعود إلى الشقة الباردة
الخاوية ذاتها، باختصار أنا شخص عادي؛ عادي إلى درجة تصيب بالجنون؛
لذا لا أستطيع أن أمنع نفسي من الذهاب.حمى المغامرة تسري في عروقي وتهزني.
وأجدني أحمل حقيبتي الصغيرة وأتجه بها إلى الفندق الكبير..


من أول وهلة أحسست بالضآلة..الضآلة الشديدة؛ فماذا أكون أنا بجوار واحدة من
تلك الثريات الضخمة المتدلية من السقف مثلا؟، وعندما وقفت أمام موظف الاستقبال
لأحجز غرفة لي، أزداد داخلي الإحساس بأنني غير متناسب إطلاقا مع المكان؛ قطعة من
القاذورات ملقاة على أرضية مكان شديد النظافة؛ لذا فعلى الرغم من كوني ارتديت أكثر
ملابسي نظافة وأناقة فإن الخجل والحرج لم يفارقاني.وشعرت بمن يقف بجواري..ورأيته.........
طويل جدا، ووسيم جدا ، وأنيق جدا.. جدا ..
جدا، وبمقارنة سريعة بيني وبينه كان من الطبيعي جدا أن يتجاهلني موظف الاستقبال
ويلتفت إليه، وفي ثوان كان هو قد حصل على مفتاح جناحه، وخادم يحمل له حقائبه؛ بينما
أنا مازلت واقفا مكاني مفتوح العينين والفم.


***


جلست أتناول غذائي في قاعة الطعام، وبدأت نوعا ما آلف المكان وان شعرت أنه
لم يألفني قط.. هذا المكان بحوائطه المصقولة اللامعة وأثاثه الفخم، يبدو باردا جدا
وقاسي القلب.


لمحت الوسيم الأنيق ذاته جالسا على طاولة في مواجهتي. لم يكن وحده. كانت
معه فاتنة شقراء، وقد انهمكا في حديث تركا معه أطباق الطعام الشهي دون أن تمس.. يا
له من رجل!! .. أتجلس معه امرأة بارعة الجمال مثلها ويعاملها بكل هذا الاشمئزاز..
ألقى مفاتيح كانت بيده على الطاولة بعصبية؛
ثم أدار وجهه للجهة الأخرى وصمت ولكنها واصلت الحديث؛ فما كان منه إلا أن
قام و ترك لها المكان. وبقت هي تحاول أن تتجاوز
نظرات الآخرين الفضولية، وخصوصا نظراتي أنا.


***


رأيته ثانية على العشاء. كان وحده، ولكن بعينيّ اللتين لا تكفان عن الدوران
لمحت الشقراء جالسة على طاولة أخرى. وحدها أيضا. تختلس إليه النظرات. أو هكذا خيل
لي. وهو.. هو بدا وكأنه ليس هنا إطلاقا.. حسبته شاردا.. لكنني لم البث أن لمحت
السماعات المدلاة من أذنيه، وأصابعه الأنيقة تدق على الطاولة.انشغلت عنه للحظات
بمتابعة امرأة وزوجها؛ امرأة فعلت كل شيء لتبدو كامرأة لكنها فشلت؛ وجه خرج لتوه
من إحدى محلات الدهانات الشهيرة، وملابس ممزقة تحاول محاولات يائسة أن تبدو
مغرية.سرعان ما مللتهما وعدت ثانية إليه.لم أجده في مكانه. كان هناك جالسا أمام
البيانو الأسطوري الذي حسبته للزينة فقط، وبدأت النغمات تنساب من بين أصابعه
الطويلة التي بدت وكأنها خلقت فقط لتسير
على أصابع البيانو.. من الطبيعي جدا أن تنبهر النساء بهذا الرجل.. وسيم.. طويل..
ثري، بل ويعزف البيانو.بدا كأحد أبناء طبقة النبلاء في أوربا القرن التاسع عشر؛
هؤلاء الذين كنت أقرأ عنهم في الروايات فقط.. بارع جدا في العزف.. أتراه موسيقيا؟..
ربما.. لكنه يخالف الصورة التي في ذهني عن الموسيقيين.. كان الرجل رائعا، ولاحظت
انبهار النساء وحسد الرجال.لم أكن وحدي إذن من يحسده!!!


***


بقي لي يومان في هذا المكان.. هل كان يستحق؟.. لا أعرف، ولكن ما أعرفه أنه
بالنسبة لي كان مزيجا من الجنة والجحيم.، من الغبطة والحسد؛ مزيج غريب سرى في روحي
والعجيب أنني انتشيت به..


عندما ذهبت إلى قاعة الطعام بدأت
أبحث عن الأنيق الوسيم ثانية. لم يكن موجودا للأسف. كانت مراقبة هذا الرجل قد صارت
هواية لي. كأنني أراقب كائنا فضائيا أو بطلا خارقا هبط من السماء، ليسير أمامي على
أرض الواقع.. دلف إلى القاعة في اللحظة التي بدأت أيأس فيها من قدومه، ومرة ثانية
لم يكن وحده بل بصحبته سمراء هذه المرة. هذا الرجل يبدل النساء كما يبدل ملابسه؛
التي لم أره يرتدي أحدها مرتين أبدا.وبدا لي شيء طبيعي ألا أرى معه رجلا ولو لمرة
واحدة.. من المستحيل أن يحتمل رجل السير معه إطلاقا.


جلسا على طاولة خلفي، هكذا قمت وبكل بساطة
لأجلس على المقعد المقابل لأحصل
على زاوية رؤية أفضل..


بدا أن تلك السمراء تروق له أكثر من الشقراء التي ترك لها المكان بالأمس.
ارتفعت الضحكات وأنا أحاول أن ألتقط شيئا من شظايا الكلمات المتناثرة حولهما..
أخرج دفترا للشيكات من جيبه وكتب فيه عدة أرقام.. شببت برأسي واستطعت أن أتبين
الرقم الرهيب الذي كتب فيه..ثم فصله من الدفتر وبكل سهولة أعطاه لها.


***


هذا هو يومي الأخير هنا؛ فغدا أرحل ولن يتبقى لي سوى ذكريات مبهمة عن هذا
المكان. دلفت إلى القاعة وكالعادة بحثت عيناي عن صاحبي الذي ألفته من طول متابعتها
له. لم يكن هناك.اعتقدت انه سيظهر بين لحظة وأخرى، وقد يكون في صحبته يابانية أو
زنجية هذه المرة، لكنني انتهيت من غذائي ولم يظهر.احتسيت شايا وقهوة ولم يظهر..
تناولت عصيرا مثلجا ولم يظهر.أتراه رحل؟. تعكر مزاجي بشدة. كدت أسأل عنه موظف
الاستقبال لكني اكتشفت أنني لا أعرف اسمه بل لا أعرف عنه أي شيء تقريبا.. هكذا عدت
إلى غرفتي مكتئبا. أثناء صعودي إلى غرفتي لاحظت شيئا غير عادي يتعلق بغرفة
بعينها.. رأيت مدير الفندق يدلف إليها متوترا ثم يغلق الباب خلفه. ماذا يحدث في
تلك الغرفة؟. مر بجواري أحد عمال الفندق خارجا منها فتصنعت اللامبالاة تجاه الأمر.أمسكت
المفاتيح بيدي وأخذت أأرجحها وأدندن بأغنية ما؛ فمر العامل بجواري دون أن يلاحظ
شيئا، وما إن مر حتى اتجهت إلى الحجرة، وبكل هدوء فتحت فرجة صغيرة في الباب.لم
يلاحظني أحد فلقد كانت الأعين كلها مركزة على جسد مسجى على السرير. كان هناك رجل
ما- خمنت أنه طبيب- وقد انحنى على السرير ، وفي مواجهته يقف مدير الفندق بجواره
رجل ضخم، عندما رفع الطبيب رأسه تبينت ملامح الشخص الراقد على السرير.انه الوسيم
الأنيق.أتراه مريضا؟.. لكن الطبيب ألتفت إليهما قائلا:


- "هذا يحسم الأمر.. لقد انتحر.."


وسقطت المفاتيح من يدي وأحدثت دويا
شديدا على الأرض.




الاسم: .هبة الله محمد حسن.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رجل سعيد جدا-المسابقة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الانوار :: الاقسام العامة :: الأقسام العامة :: القسم الادبي العام :: منتدى القصه القصيره-
انتقل الى: