حذرت المتخصصة في علم الطفيليات في جامعة بنها في جمهورية مصر العربية د. هانم فتحي خاطر من خطورة حشرة البعوضة داعية لعدم الاستخفاف بما قد تؤدي إليه من أمراض للانسان بفعل ما لها من قدرات على نقل المرض على الرغم من ضآلة حجمها في وقت اشارت فيه الى ان موسم السرايات الذي نعيشه هذه الايام يعد من مواسم انتشار الحشرات ومنها البعوض.
واشارت الدكتورة هانم خاطر في دراسة اعدتها لـ «الوطن» عن هذه الحشرة الى احصائيات عالمية عن تأثير البعوض على صحة الانسان مستعرضة لمحات تاريخية من علاقة البعوضة بالانسان الذي تتغذى على دمه فيما بينت ان هذه الحشرة تميل الى الانسان كل ما كان لونه افتح لتقدم بعد ذلك الطرق الانجع للتعامل مع هذه الحشرة لتلافي لدغاتها وطرق علاجها.
وبينت الدكتورة هالة خاطر في بحثها ان خطورة البعوض تتجاوز خطورة كثير من الحروب وقالت ان التاريخ يثبت على مر العصور خطورة البعوضة حيث قتلت البعوضة خلال المائة عام الماضية أكثر من قتلى الحربين العالميتين بعشر مرات مؤكدة ان البعوضة تسببت في مجازر حقيقية وقتلت من البشر أكثر من أي حرب شرسة.
البعوضة.. حشرة خارقة
ففي البداية اوضحت د. هانم خاطر ان البعوض سينتشر خلال هذه الأيام وذلك لارتفاع درجات الحرارة واجواء موسم السرايات التي تساعد على انتشار الحشرات، ومن أخطرها البعوضة (Mosquito)، تلك الحشرة الضعيفة التي يستهين بها الكثيرون.
وقالت د. هانم ان البعوض، هي من اخطر الحشرات التي تنقل الأمراض للانسان والحيوان، حيث تنتشر جحافل البعوض في أنحاء العالم مستغلة وسائل المواصلات الميسرة كالطائرات والقطارات والسيارات في الانتقال من دولة الي دولة، حاملة ً معها الأمراض المعروفة وغير المعروفة، كما أن
سلالات جديدة من تلك الحشرة أظهرت في السنوات الأخيرة مناعة قوية ضد المبيدات.
وهنا استشهدت الباحثة بقول الله تعالى (ان الله لايستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضةً فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون انه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلاً يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً وما يضل به الا الفاسقين)، موضحة ان هذه الآية دعوة عامة للتأمل والتفكر في عالم البعوض، تلك الحشرة الخارقة والتي ان بدت ضعيفة وتافهة الا أن الله أودع فيها من آياته ما يحير العقول من بديع صنع الله.
ولفتت د. خاطر هنا الى ان البعوضة (الأنثى) وليست الذكر هي التي وردت في الآية لأن الأنثى هي التي تتغذى على الدماء وتنقل الأمراض أما الذكر فقالت انه يتغذى فقط على رحيق الأزهار.
واضافت الباحثة: من اضرار البعوضة للانسان طنينها المزعج ولسعتها المؤلمة مسببة الحكة والاحتقان اللذين ينغصان الحياة ويقضان المضاجع مؤكدة انها تعد أخطر حشرة ناشرة للأمراض حيث يصاب كل عام حوالي 700 مليون شخص بأمراض مختلفة ينقلها اليهم البعوض، منهم 300 مليون شخص على الأقل يصابون بالملاريا، ويموت منهم مليون شخص مشيرة الى قول اندرو سبليمان أحد علماء الحشرات : «لا يوجد هناك كائن على وجه الأرض كالبعوضة مس حياة مثل هذا العدد الكبير من البشر».
ودعت الباحثة على ذلك الى عدم الاستخفاف بهذه الحشرة رغم ضآلتها وهو ما أكدته الثقافات على اختلافها حيث قالوا قديما (لا تحقرن من الأمور شيئا... ان البعوضة تدمي مقلة الأسد).
اضافة الى ما قاله الزمخشري:
يا من يرى مد البعوض جناحه في ظلـمة الليل البهيم الأليل
ويرى منـاط عروقه في نحره والمخ من تلك العروق النحـل
ويرى خرير الدم في أوصاله متنقلاً من مفـصل في مفصل
ويرى ويسمع حسن ما هو دونها في قـاع بحر مظلم متهـول
واشارت الباحثة الى ما قاله الخازن من ان البعوض.. في غاية الصغر وله خرطوم مجوف وهو مع صغره يغوص خرطومه في جلد الفيل والجاموس والجمل فيبلغ منه الغاية حتى أن الجمل يموت من قرصه.
اما لماذا يفضل البعوض شخصا دون الآخر وكيف يهتدي الينا؟ وكيف تدخل البعوضة من خلال فتحات بسيطة في الغطاء لتقض مضاجعنا ونكون دعوة مفتوحة لشهية البعوض؟ ولماذا تتجه الى شخص دون الآخر؟ فقالت الباحثة ان هذا السؤال ظل لغزا حتى الخمسينيات من القرن العشرين، حيث يجيب علماء الحشرات على هذا السؤال المحير بأن درجة الحرارة المنبعثة من جسم الانسان أو الحيوان مع هواء الزفير المحتوي على ثاني أكسيد الكربون هي السر في اهتداء البعوض الى ضحاياه عن طريق قرون الاستشعار الخاصة بها حيث تشعر بهم من على بعد.
وتضيف ان البعوضة عندما تقف على نافذة المنزل تعرف هل تدخل هذا المنزل أم لا لأنه خال وليس به ما يشبع رمقها من وجبة الدم التي تعيش عليها موضحة ان هناك عامل جذب آخر وهو الرطوبة الخارجة من الجسم نتيجة بخار الماء وهو أحد مكونات الزفير والعرق حيث تجذبها رائحة حمض الاكتيك واوكتينول حيث ان الشخص الذي ينام بعد عمل مجهود شاق تزيد عنده كمية العرق وكذلك Co2 نتيجة سرعة التنفس لذلك يكون شخصا مفضلا للبعوضة حتى انها تترك من ينام بجواره على نفس السرير اذا لم يبذل نفس المجهود
[
center]