سلوفينيا – الولايات المتحدة الأمريكية نظره عامه

سيكون
النزال المثير الذي سيجمع يوم الجمعة القادم بين المنتخب السلوفيني ونظيره
الأمريكي حاسماً ومصيرياً، فنتيجة الفوز من شأنها أن تحسم تأهل أبناء
البلقان إلى دور الستة عشر، كما أنها كفيلة بأن تعزز حظوظ أبناء العم سام
في المرور إلى نفس المرحلة. وفي حالة التعادل ستبلغ درجة الإثارة والتشويق
والترقب مداها لدى المتتبعين قبل الجولة الأخيرة للتعرف على هوية
المنتخبين المتأهلين.


فالمنتخب السلوفيني، حين انتصر على نظيره الجزائري بهدف
دون رد، لم يحقق أول نجاح له في منافسات كأس العالم FIFA فحسب، بل تمكن
علاوة على ذلك من إزاحة عبء ثقيل عن كاهله، قبل أن يواجه وصيف بطل كأس
القارات FIFA الذي مازال منتشياًَ بفرحة النقطة الثمينة التي حصدها أمام
المنتخب الإنجليزي، أحد أبرز المرشحين للفوز باللقب الغالي.


المباراة
سلوفينيا – الولايات
المتحدة الأمريكية، المجموعة الثالثة، جوهانسبرج (إليس بارك)، الجمعة
18 يونيو/حزيران ،الساعة 16:00 بالتوقيت المحلي
وصف روبرت كورين
الروح التي تسود حالياً داخل صفوف المنتخب السلوفيني الذي يجمع بين
التواضع والطموح قائلاً: "لقد أصبحنا متأكدين من قدرتنا على الضغط على
خصومنا." وقد أضحت أعين أبناء البلقان مركزة على هدف بلوغ دور الستة عشر
بعد تخطيهم لعقبة ثعالب الصحراء بفضل قائدهم ووسط ميدان نادي وست برومويتش ألبيون
الذي اعترف قائلاً: "ما زال يلزمنا خوض غمار مباراتين وحصد الكثير من
النقاط إن أردنا العبور إلى الدور التالي." وبهذه العزيمة التي تنبض بها
كلمات الكابتن كورين، يبدو أن المنتخب السلوفيني يملك كل المقومات ليحبط
آمال المنتخب الأمريكي.


أما فيما يخص أبناء العم سام، فلا شك أنهم يتمتعون بثقة
عالية في قدراتهم. وقد صرح دونوفان غداة المواجهة التي جمعت منتخب بلاده
بمنتخب الأسود الثلاثة: "عندما ترى اللاعبين في غرفة الملابس مصابين بخيبة
الأمل بعد ملاقاة المنتخب الإنجليزي، فذلك يعطي إشارات كثيرة على أدائنا
في تلك المباراة." صحيح أن خطأ روبرت جرين ساعد لاندون وزملاءه، إلا أن
أبناء بوب برادلي قدموا أداءً مدهشاً أمام كتيبة فابيو كابيللو. وعلى
مستوى خط الهجوم، شكل الثنائي المكوّن من كلينت ديمبسي وجوزي ألتيدور،
المحترفين في الدوري الإنجليزي الممتاز، مصدر تهديد دائم للإنجليز بسبب
سرعتهما وتقنياتهما العالية. أما في الدفاع، فبالإضافة إلى الكابتن كارلوس
بوكانيجرا الشجاع، فإن الثنائي جاي ديميريت وأوجوتشي أونيو يعزز قدرة
المنتخب بفضل يقظته وقوته البدنية ودقته في التمركز على رقعة الميدان.
ويبدو أن عهد المنتخب الذي استطاع حصد نقطة وحيدة فقط في نهائيات ألمانيا
2006 قد ولى إلى غير رجعة.


لاعبون تحت الضوء
ماركو سولير ضد كلينت ديمبسيسيكون
النزال حاسماً وحامي الوطيس بين مهاجم نادي فولهام الإنجليزي وصاحب الهدف
الذي منح التعادل لأبناء العم سام أمام منتخب الأسود الثلاثة من جهة
ومدافع نادي جينت البلجيكي من جهة أخرى. وقد وقف نجم نادي جوريكا السابق
سداً منيعاً أمام هجمات ثعالب الصحراء. كما كان سولير ذو القامة الفارعة
(متر واحد وسبعة وثمانين سنتيمتراً) والذي يتمركز بشكل ذكي داخل الميدان،
في مستوى الثقة التي وضعها فيه مدرب المنتخب ماتياس كيك. وفي المقابل،
يتمتع ديمبسي بالثقة التي تميز المهاجمين الكبار. فهو في كامل لياقته رغم
الموسم الطويل الذي قضاه مع ناديه اللندني.


الرقم
6. هو عدد النقاط التي سيحصل
عليها المنتخب السلوفيني إذا ما حقق الفوز في مباراة الجمعة. فبلوغ هذا
الرقم يعني ضمان رفاق ميليفوي التأهل إلى الدور التالي بعد مباراتين
اثنتين فقط. وسيكون ذلك بمثابة إنجاز كبير بالنسبة لبلدٍ يبلغ تعداد سكانه
مليوني نسمة كان قد خرج خالي الوفاض من نهائيات كأس العالم كوريا/اليابان
2002 FIFA في أول ظهورٍ مونديالي له.


ماذا قالوا
"لقد سمعت مراراً
وتكراراً أن علينا التأهل إلى المراحل اللاحقة من البطولة وأن القرعة
أوقعتنا في مجموعة سهلة، لكننا ندرك ألا شيء يتأتّى ببساطة. لا يمكننا أن
نتعامل بتهاونٍ مع المنتخب السلوفيني ونستهين بقدراته. فخلال الأيام
القادمة، لا بد من مراجعة كل الأمور التي لم تكن على ما يرام". لاندون دونوفان، مهاجم أمريكي.


"لقد قدموا أداءً كبيراً أمام إنجلترا. وقد درسنا نقاط
القوة والضعف فيهم مع المدرب. فعادة ما تنقصنا معلومات عن الفريق الخصم
قبل أن نخوض مباراة قوية، لكننا الآن نعرف ما نحن قادرون على تحقيقه في
بطولة من هذا الحجم." روبرت كورين، لاعب وسط ميدان المنتخب السلوفيني.


صوت الجمهور
"أنا أساند الولايات
المتحدة الأمريكية. صحيح أن سلوفينيا انتصرت على المنتخب الجزائري، لكن
ذلك كان بفضل حارس ثعالب الصحراء! هاوارد لن يسمح بذلك وسيثبت دونوفان
وبرادلي أنهم أساطير أمريكا". Waku J(فرنسا).


السؤال
هل باستطاعة المنتخب
الأمريكي أن يقدم نفس المستوى الذي قدمه أمام نظيره الإنجليزي؟ هل ستتبنى
سلوفينيا تنشيطاً هجومياً أكثر مما قدمته أمام الجزائر