قيادي منشق عن الجماعة الإسلامية بدمياط: السيسي "رجل المرحلة".. ويجب مواجهة تطرف "الإخوان"

سعيد السعيد محمد مرسي

بلحيته الكثة وملامحه الهادئة ووجهه المتبسم، تحدّث سعيد السعيد محمد المرسي، الشهير بـ"السعيد المرسي" (43 عامًا، تاجر كتب، حاصل على دراسات عليا بكلية التربية جامعة دمياط) عن قصة انضمامه للجماعة الإسلامية منذ أن كان شابًا حتى فترة اعتقاله، قائلاً: "انضممت للجماعة الإسلامية وكنت لا أزال أبلغ من العمر ستة عشر عامًا، ولم أستمر سوى خمس سنوات ولكني صعدت حتى أصبحت مسؤول جناح الدعوة بالجماعة الإسلامية، وانقطعت صلتي بها في شهر ديسمبر عام 1991م".

وعن أسباب انضمامه للجماعة، أوضح السعيد، لـ"الوطن": "حينما انضممت لهم كنت كطفل أحمل أفكارًا بريئة عن الإسلام ظننت أنهم يعملون بها، ولكن تبين لي أن أفكار الإسلام لا تتماشى مع الأفكار الدينية التي يعتنقونها مثلهم مثل جماعة الإخوان التي تعتمد على أشبالها الذين هم الوقود الحقيقي للجماعة".

وأضاف السعيد قائلاً: "بعد تركي للجماعة اتهموني بالخيانة والردة والفتنة، ولدى خروجي من الجماعة انسحب عشرة آخرين من الجماعة".

ويروى السعيد قصة انشقاقه وأحداث العنف بدمياط التي وقعت على أيدي الجماعة الإسلامية، قائلاً: "في 11 ديسمبر 1991 انشققت عن الجماعة واعتقلت لمدة 10 سنوات بدعوى انتمائي لتنظيم إرهابي رغم عدم تورطي في أي أحداث عنف، حيث دخلت كل السجون المصرية بداية من الحضرة بإسكندرية وأبو زعبل وليمان طرة والاستقبال ووادي النطرون"، وفي اليوم الثاني الموافق 12 ديسمبر 1991م وقعت أحداث العنف بدمياط، حيث تم تحطيم 2 مقهى بالسيالة والمطرى، بدعوى أن مالكيها مخبران للأمن ويرشدان عن أعضاء الجماعة الإسلامية بدمياط، حيث داهم الأمن منزل أحمد الإسكندراني، المتحدث الإعلامي للجماعة، على مستوى الجمهورية وأمير الجماعة بدمياط، وتمكّنوا من الإمساك به وهو يحاول الهرب من أعلى سطوح منزله، حيث تم سحله حتى نزلوا به لبوكس الشرطة لاتهامه بتدبير أحداث العنف بدمياط بمهاجمة ممتلكات المواطنين والاعتداء على أصحابها، وحينها ظن الجميع أن أمير الجماعة قُتل على يد الأمن أثناء القبض عليه ولم يمر سوى 3 أيام ودبّرت الجماعة الإسلامية أول واقعة اغتيال لضابط أمن دولة بمصر كانت ضد المقدم مطاوع أبوالنجا، مسؤول ملف التطرف الديني بجهاز الأمن الوطني بدمياط، ظهر الخميس الموافق 16 ديسمبر 1991م، بمنزله على يد قواعد الجماعة الإسلامية حتى تركوه غارقًا في دمائه، وتم نقله للمستشفى على أساس أنه لقي ربه، ومن حينها واعتبرت أجهزة الأمن أن دمياط إحدى البؤر الإرهابية الملتهبة، كما تمت الاستعانة بـ4 ضباط أمن دولة من القاهرة للإشراف على ملف التطرف الديني بدمياط، وعلى إثر الواقعتين صدر أمر اعتقال لنحو مائتيّ من أعضاء الجماعة الإسلامية بدمياط، وكنت أحد المعتقلين، فيما اتهم خمسين من أعضاء الجماعة على ذمة قضية بتحطيم المقاهي وأعمال الشغب واغتيال ضابط أمن الدولة".

وطالب السعيد الحكومة بتفعيل دورها للقضاء على الإرهاب النابع من التطرف، سواء كانوا إخوان أو جماعات إسلامية، وذلك بالحفاظ على النشء بتفعيل قصور الثقافة ووسائل الإعلام وجمعيات المجتمع المدني والجمعيات الخيرية.

وعن مظاهرات الجماعة الإرهابية وصفهم السعيد بالأقلية التي تحتج ضد إرادة شعب، فهي مظاهرات تستخدم اسم الدين ولا تخدمه، وتساءل السعيد: "ماذا قدمت الجماعة الإسلامية من عام 1927 وحتى 2014م"؟

ويتوقف السعيد ثم يستكمل حديثه قائلاً: "الجماعة الإسلامية لم تقدم سوى التكفير والتفجير والتنفير".

وعن مشاركته بثورة 25 يناير، قال السعيد: "اكتفيت بالمراقبة فحسب برغم قناعتي التامة بأهدافها ومطالبها كثورة شعبية مدنية ضد نظام فاسد ركبها الإسلاميون، بينما شاركت في ثورة 30 يونيو وكان يظن البعض أنني إخوان بسبب لحيتي، أدخل الميدان للتجسس عليهم".

واعتبر السعيد أن ثورة 30 يونيو تصحيح لمسار ثورة 25 يناير، متهمًا الإخوان بالضحك على العديد من المصريين.

وقال القيادي المنشق عن الجماعة الإسلامية بدمياط، إن المشير عبدالفتاح السيسي هو رجل المرحلة الذي اختاره الشعب منقذًا لهم من عنف وبطش الإخوان.

ووصف السعيد الإخوان بالأغبياء في العمل، الأذكياء في الفوضى، فطوال عام في الحكم لم يقدّموا شيئًا للشعب المصري.