د علاءمرتضي موسس المنتدي
عدد المساهمات : 17998 السٌّمعَة : 40 العمر : 57 الجنس :
الأوسمة :
| موضوع: فقه الاختلاف د/محمد عماره السبت أغسطس 01, 2009 9:36 pm | |
| فقه الاختلاف بقلم:د. محمد عمارة | <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=66 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>غير وارد, ولا مقبول, ولا معقول أن يطلب صاحب مذهب إلغاء المذاهب الأخري ولا أن يحلم مذهب من المذاهب بالتفرد والحلول محل مذاهب الآخرين:
وإن كان القرآن الكريم قد قال لأهل الشرك والوثنية ـ علي لسان رسول الله صلي الله عليه وسلم لكم دينكم ولي دين) ـ[ الكافرون:6] ـ وتحدث هكذا القرآن الكريم عن تعدد الشرائع في دين الله الواحد.. وعن اختلاف الانسانية الواحدة إلي مناهج وثقافات وحضارات وألسنة ولغات وقوميات لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة)[ المائدة:48] ـ( ومن آياته خلق السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين)[ الروم:22].. فإن هذا القرآن ـ ومن ثم الإسلام ـ قد جعل الاختلاف الديني والثقافي والقومي والحضاري في إطار وحدة الانسانية التي خلقها الله سبحانه وتعالي من نفس واحدة.. ثم جعلها شعوبا وقبائل لتتعارف, وتتعاون علي البر والتقوي, لا علي الإثم والعدوان.. قد جعل هذا الاختلاف سنة من سنن الله التي لا تبديل لها ولا تحويل وليس مجرد حق من حقوق الإنسان.
وبالنسبة للإسلام ـ في كماله واكتماله ـ كما جاءنا به رسولنا محمد ـ صلي الله عليه وسلم ـ فلقد جمع المسلمين علي خمسة جوامع: وحدة العقيدة, ووحدة الشريعة, ووحدة الأمة, ووحدة الحضارة, ووحدة دار الإسلام.
وفي إطار كل جامع من هذه الجوامع الخمسة ـ الثوابت.. الممثلة لهوية الأمة ـ أتاح الإسلام فرص التمايز والتعدد والاختلاف في الفروع والجزئيات والتفاصيل.
ففي إطار العقيدة الواحدة: عرفت حضارتنا الإسلامية المذاهب الكلامية والتصورات الفلسفية التي تنوعت بتنوع عقول المخاطبين, والتي فتحت آفاق الاجتهادات أمام العقل المسلم في سبل المعرفة لثوابت العقيدة الواحدة وفي تفاصيل علوم التوحيد وأصول الدين وذلك دونما تكفير أو نفي أو إقصاء.
وفي إطار الشريعة الواحدة عرفت حضارتنا الإسلامية المذاهب الفقهية التي تمايزت واختلفت في الفقه ـ علم الفروع ـ دونما خروج عن ثوابت الشريعة ـ التي هي وضع إلهي ثابت ـ ودونما تكفير أو نفي, وإقصاء, فشعار كل إمام من أئمة هذه المذاهب الفقهية: رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.. وكل إنسان يؤخذ منه ويرد إلا المعصوم عليه الصلاة والسلام حتي لقد رأينا أئمة بعض المذاهب يتتلمذون علي أئمة المذاهب المخالفة وعرف تاريخنا الفقهي من الأئمة الكبار من كان يحتضن كل تراث الأمة الفقهي, حتي كان بعضهم يدرس بمذهب ويقضي بمذهب ثان ويفتي بمذهب ثالث! وذلك دونما حرج أو خروج عن المألوف! فالفقه هو علم الفروع, تتعدد اجتهاداته في إطار وحدة شريعة الإسلام. | | | | |
| |
|