نحن نلوث البيئة الداخلية بأيدينا
حينما نستعمل المبيدات للقضاء على الحشرات داخل المنازل أو المطاعم أو المستشفيات وغيرها فان ذلك يؤدي الى تلوث الهواء داخل المباني والغرف المغلقة وهو أكثر خطورة على صحتنا وصحة أطفالنا من تلوث الهواء الطلق نتيجة عدم تجدد الهواء بصفة مستمرة (مع الاستعمال المكثف للمكيفات خاصة في دول الخليج) وبذلك لا يكون البيت هو الحصن الآمن والملاذ الذي نحتمي به من المخاطر الخارجية ولأننا نقضي أكثر من %70 من وقتنا داخل البيت فمن الصعب أن يشكل بيت وملاذ الانسان تحديا آخر وكفانا الملوثات الخارجية بكافة صورها. كثيرون منا يعتبرون الحشرات كائنات مقززة تثير خوفهم واشمئزازهم فاذا كنت من هؤلاء فلا تتسرع وتلجأ الى المبيدات الحشرية أو شركات ابادة الحشرات كخط الدفاع الأول للقضاء على تلك الحشرات المنزلية، فالمبيدات الحشرية تضر أكثر مما تنفع كما ان الحشرات تكتسب مناعة ضدها فلا تعد تؤثر فيها مرة ثانية وبهذا نكون قد أضعنا صحتنا وأموالنا هباء، والبديل الآمن لتلك المشكلة هو التعامل معها بمواد طبيعية آمنه صديقة للبيئة.
المبيدات الكيميائية خطر يهدد صحتنا
ان التعرض المزمن للمبيدات في الغذاء، الماء أو الهواء يعد خطراً حقيقياً يهدد البشر بكثير من الأمراض على رأسها السرطان والفشل الكلوي والكبدي والتشوهات الخلقية عند الولادة وتؤثر سلبياً على الجهاز العصبي والغدد الصماء وقلة الحيوانات ولا تظهر تلك التأثيرات الا بعد مرور فترات طويلة من التعرض للمبيدات.
أما الأعراض الحادة فهي التسمم بالمبيدات عن طريق التنفس أو الشرب أو تناول طعام ملوث أو من خلال الجلد أو الأغشية المخاطية , وأعراض التسمم تتراوح بين التعب والدوخة أو التقيؤ أو عدم السيطرة على المثانة بالاضافة الى الآثار العصبية والنفسية وقد يحدث فشل في التنفس والوفاة عند التعرض لجرعات قاتلة.
لقد أحدثت المبيدات تلوثاً للبيئة (خلال القرن الماضي) وخللا في التوازن البيئي لم يحدث مثلهما منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها وأفادت الاحصائيات أن المبيدات أدت الى تسمم أكثر من 30 مليون شخص سنويا ويموت منهم حوالي 40 ألف شخص وذلك نتيجة سهولة الحصول على المبيدات وعدم الوعي بالطرق الآمنة للتعامل معها وكذلك تناول الأطعمة المعالجة بالمبيدات. حقيقة أن استخدام المبيدات الحشرية المنزلية هو أمر شائع في كل بلاد العالم، وتنهال على السلطات آلاف الحوادث المروعة، وحسب احصائية وكالة البيئة الأمريكية، ففي ولاية فلوريدا الأمريكية وحدها سجلت المئات من حالات التسمم والوفيات من جراء استخدام المبيدات.
المبيدات الحشرية عبارة عن مواد كيميائية تمنع أو تحد من تكاثر الحشرات التي تنافس الانسان في غذائه وممتلكاته وصحته. بدأ انتاج المبيدات الحشرية بشكل مكثف عام 1945 بعد اكتشاف مادة الـ د.د.ت والمبيدات الكلورينية الاخرى خلال وبعد الحرب العالمية الثانية، هذه المركبات ساهمت الى حد كبير في القضاء على العديد من الآفات الضارة على المحاصيل, وقضت على الحشرات التي تضر بصحة الانسان والحيوان بطريقة مباشرة أو الناقلة لمسببات الامراض, وتم التغلب على العديد من المشاكل الصحية والزراعية مما أدي الى زيادة الانتاج الزراعي بدرجة مذهلة.
وفي نهاية عام 1985 وصل انتاج المبيدات الى 3500 ألف طن واعتبرت المبيدات وقتها المنقذ الفعال من الحشرات التي أضرت بالانسان وحيواناته وكذلك نباتاته، ولكن سرعان ما تبينت مخاطر المبيدات نتيجة تحللها البطيء مما أدى الى زيادة تركيزها وتغلغلها في التربة والماء وأجسام معظم الكائنات الحية، ومن الجدير بالذكر أن الـ د.د.ت. والذي حرم استخدامه منذ عام 1972، مازال متواجدا في الأسماك البحرية ويدر في ألبان الأمهات الرضع وقاع المحيطات وحتى جبال الهيمالايا.
المبيدات تنتشر من مكان إلى آخر
¼ معظم أنواع المبيدات لا تبقى في المكان الذي تم رشه بها ولكنها تتسرب من خلال تعلقها بالأحذية الى داخل البيوت من الحشائش الخضراء والحدائق العامة وتظل رواسبها بالبيت لفترات طويلة.
¼ وجد أن %70ـ50 من المبيدات المرشوشة في الحقول والحدائق تزورها الرياح وتنتقل لعدة أميال بعيدا عن مكان رشها ملوثة الهواء لتصل الى محاصيل أخرى لم يتم رشها وملوثة للتربة ومياه الشرب (نظرية زحزحة المبيدات).
المبيدات خطر يهدد صحة وحياة أطفالنا
"أن نحو مليون الى خمسة ملايين حالة من حالات التسمم بالمبيدات تحصل سنوياً, وتؤدي الى آلاف من الوفيات بمن فيهم الأطفال الأبرياء في كل مراحل عمرهم, أما تعرض الأطفال للمبيدات بجرعات قليلة على فترات طويلة يؤدي الى التأثير على معدل ذكائهم وتغيير سلوكهم واصابتهم بالأمراض الخطيرة مثل السرطان الذي انتشر بين الأطفال" هذا ما أفاد به التقرير الذي أعلنته كل من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (يونيب) ومنظمة الصحة العالمية (في روما عام 2004) في تقرير مشترك أن الأطفال يواجهون مخاطر أكبر من المخاطر التي يواجهها الكبار جراء المبيدات، حيث انهم بحاجة الى اجراءات وقائية أكثر ضد هذه الكيماويات لاسيما في البلدان النامية.
كيف نقلل من مخاطر المبيدات
هذا السؤال الذي يطرح نفسه الآن بعد أن تكلمنا عن خطورة المبيدات حتى نحافظ على سلامتنا وسلامة الأجيال القادمة وحتى نعيش جميعا في بيئة نظيفة أمنة خالية من التلوث.
حقيقة الأمر أن الأم وهي المسؤولة عن صحة وسلامة أفراد أسرتها وعليها مراعاة الأتي:ـ
ـ1 أن تتبع الطرق الطبيعية والآمنة لمكافحة الحشرات المنزلية ولا تلجأ الى المبيدات التي تلوث البيئة الداخلية (المنزل).
ـ2 أن تشتري الفاكهة والخضراوات (في موسمها) وصغيرة الحجم لكي تقلل من فرصة تعرضها للمبيد، وأن تكون غير ناضجة بالدرجة الكافية للأكل مباشرة أي تتركها تنضج عندها داخل الثلاجة لكي تتخلص من آثار المبيدات التي قد تكون رست بها دون الالتزام بفترة الآمان المحددة لكل مبيد.
ـ3 يفضل تقشير الخضراوات والفاكهة لأن المبيدات غالبا ما تتركز في القشرة الخارجية.
ـ4 عدم غسل الخضراوات والفاكهة بالمنظفات الصناعية ولكن تنقع في ماء فاتر لمدة نصف ساعة مع ملعقتي خل أو بيكربونات ثم تشطف جيدا بماء جار وهذه الطريقة تقضي على %95 من المواد الكيميائية العالقة بها.
ـ5 تجنب أكل الدهون في اللحوم والأسماك لأن المبيدات تذوب بالدهون وتظل بها لفترة طويلة.
سؤال الجيران عن موعد رشهم لحديقتهم أو زراعاتهم لابعاد الأطفال في مكان آمن
ـ6 عند شراء بيت صحي يجب الابتعاد عن الحقول أو الحدائق أو حتى ملاعب الجولف اذا كانت تستخدم المبيدات لمكافحة الآفات الزراعية.
[
center]