أيرلندا تستقبل فرنسا في أقوى لقاءات الملحق

ساعات معدودة تفصل المنتخب الفرنسي لكرة القدم عن لقائه المصيري مع نظيره الأيرلندي على ملعب "كروك بارك" في دبلن ضمن ذهاب الملحق الأوروبي المؤهل إلى نهائيات كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا.

ويمنّي الفرنسيون النفس بالخروج من هذه المواجهة الشائكة مساء غد السبت والعودة إلى ديارهم على أقله متعادلين أو لما لا فائزين كما فعلوا في تصفيات مونديال 2006 يوم سجّل تييري هنري هدف اللقاء الوحيد بتسديدة جميلة عبّدت طريق ألمانيا إلى زيدان ورفاقه، في حين تسعى أيرلندا بقيادة المدرب الإيطالي المحنك جيوفاني تراباتوني إلى تحقيق الفوز وبناء سد منيع أمام مرماها لأن لقاء الإياب في فرنسا يوم الأربعاء المقبل لن يكون سهلاً على الإطلاق.

غياب ريبيري

يلعب المنتخب الفرنسي بطل مونديال 1998 ووصيف بطل 2006، بغياب نجمه الكبير وملهمه لاعب بايرن ميونخ الألماني فرانك ريبيري المصاب منذ فترة والذي لن يشارك أيضاً في لقاء الإياب، ويشكّل غياب الأخير ضربة قوية لخط الوسط الفرنسي الذي افتقد للحلول في بعض المباريات الهامة في مشوار التصفيات.

وساهم ريبيري بشكل كبير في قيادة فريقه إلى المركز الثاني في مجموعته خلف صربيا بتسجيله هدفين حاسمين أمام ليتوانيا ذهاباً وإياباً، وسيفتقد صانع ألعاب بوردو يوهان غوركوف إليه كثيراً في الوسط لأن الانسجام كان واضحاً بين اللاعبين في كل مرة دفع بهما المدرب ريمون دومينيك سوياً في التشكيلة.



وتأكد تعافي أندريه-بيار جينياك مهاجم تولوز بعد أن أُشير أمس إلى أنه لن يتمكن من المشاركة في المباراة، وعلّق اللاعب الذي سجّل في آخر لقاءين في التصفيات أمام كل من جزر فارو والنمسا على أهمية هذا اللقاء قائلاً: "إنها المباراة الأهم في مسيرتي الكروية، وأنا سعيد جداً في كل مرة يتم استدعائي، وأود إظهار ذلك في اللقاءات الكبيرة. أريد مواجهة المنتخبات الكبيرة."

وأعرب جينياك، الذي توّج تألقه الموسم الماضي بتربعه على عرش هدافي الدوري الفرنسي برصيد 24 هدفاً، عن تفاؤله حول تأهل فرنسا إلى النهائيات، وقال في هذا الخصوص: "إذا تأهلنا، وسوف نتأهل بالطبع، سأقاتل طوال هذا الموسم (مع تولوز) لأكون ضمن قائمة المنتخب. إنها فرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في الحياة."

وتملك فرنسا إضافة إلى جينياك مهاجمين من الطراز الرفيع يأتي في مقدمتهم، أفضل هداف في تاريخ المنتخب الفرنسي، وهو تييري هنري القائد، وكريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد الإسباني ونيكولا أنيلكا مهاجم تشلسي الإنكليزي، و لاعب ليون سيدني غوفو.

دومينيك متفائل

ومن المتوقع أن يدفع دومينيك بلاعب بوردو ألو ديارا مكان لاعب ليون جيريمي تولالان المصاب في الوسط إلى جانب لاعب ريال مدريد لاسانا ديارا، علماً أن دومينيك استبعد لاعب إنتر المخضرم باتريك فييرا وستوكل مهمة صانع الألعاب إلى غوركوف الذي غاب عن آخر لقاءين في التصفيات.

وحول صعوبة اللعب أمام أيرلندا في دبلن قال غوركوف إن المنتخب الأيرلندي يلعب بطريقة جيدة ويجب أن يفرض المنتخب الفرنسي إيقاعه منذ بداية المباراة كي لا يرزح تحت الضغط.

وعلى الرغم من الهجوم الإعلامي المتواصل على دومينيك منذ سقوط فرنسا المدوي في كأس أمم أوروبا 2008 إلا أن الأخير يبدو واثقاً تماما بقدرة فريقه على تجاوز هذا الاختبار وقال في هذا الصدد: "هناك مباريات لا تحتاج للضغوط الخارجية. إنها هذه المباريات. اللاعبون يرغبون في بلوغ نهائيات كأس العالم وهم مستعدون للمواجهة".



ويدخل حارسا فرنسا، ستيف مانداندا (مرسيليا) وهوغو لوريس (ليون) المباراة ولقاء فريقيهما (5-5) ضمن المرحلة الثالثة عشرة من الدوري لا يفارق ذهنهما إذ تلقت شباك كل واحد منهما خمسة أهداف، وهو ما يصب في مصلحة أيرلندا التي ستستغل نقطة ضعف الديوك في هذا الخط، ولا يوحي الحارسان الفرنسيان بالثقة أيضاً لقلة خبرتهما، إذ خاض ماندندا 12 مباراة دولية في حين لعب حرس لوريس مرمى فرنسا في ست مناسبات فقط.

وخلال التصفيات، تلقى مرمى فرنسا تسعة أهداف في عشر مباريات، وهذا ما يدل أيضاً على عدم ثبات الخطة الدفاعية التي اعتمدها المدرب على الرغم من الخيارات الكثيرة المتاحة أمامه ووجود مدافعين يلعبون لأكبر الأندية الأوروبية.

ثقة في الجانب الأيرلندي

في المقابل، يدخل الأيرلنديون المباراة متسلحين بثقتهم وإصرارهم على تحقيق نتيجة إيجابية بقيادة مدربهم المخضرم والمحنك تراباتوني الذي قاد الفريق الأخضر إلى المركز الثاني في مجموعته (18 نقطة) خلف إيطاليا الأولى (24 نقطة) من دون أن يخسر أي مباراة.

ورغم مشواره الخالي من الهزائم في التصفيات، عانى المنتخب الأيرلندي لتحقيق الفوز وبدا عاجزاً عن فرض إيقاعه خصوصاً في المباريات الكبيرة، فتعادل في ست مباريات وفاز في أربع فقط من أصل عشر، ولم يكن خط هجوم الفريق بقيادة نجم توتنهام الإنكليزي روبي كين على قدر الآمال بتسجيله 12 هدفاً فقط.



وعلى الرغم من العروض المتواضعة، قال تراباتوني: "أظهر الفريق أنه يتمتع بالصلابة خلال التصفيات ولم نُهزم في عشر مباريات وذلك نتيجة لأسلوب اللعب الذي نفرضه وجاهزيتنا النفسية".

وأضاف: "المنتخب الفرنسي قوي، ولكننا نخوض هذا الملحق ونحن نفكر بأن 180 دقيقة تفصلنا عن كأس العالم".

أما النجم الأيرلندي الكبير ليام برايدي الذي يعمل حالياً مساعداً لتراباتوني، فاعتبر أن الرجال الخضر لا يهابون أحداً: "الضغط عليهم أكثر منا، لكننا نلعب على بطاقة مؤهلة إلى كأس العالم، لذا فالموضوع ضخم للغاية. إذا تمكننا من الفوز قبل مباراة باريس، ستنقلب الأمور عليهم".

ومن أبرز نقاط القوة في المنتخب الأيرلندي، حارس مانشستر سيتي المخضرم شاي غيفن (33 عاماً و100 مباراة دولية) الذي يملك الخبرة الكافية في المواجهات الكبيرة وسيساهم في إرساء جو من الثقة داخل الملعب رغم تلقي شباكه 8 أهداف في التصفيات.

كما يملك تراباتوني تشكيلة مميزة مع الهداف روبي كين (40 هدفاً في 92 مباراة دولية) وكيفن دويل وأيدن ماكغيدي وداميان داف وستيفان هانت، وفي الدفاع هناك ريتشارد دان وجون أوشي وكيفن كيلباين.

دان ينتقد دومينيك

ومن ناحيته، أطلق ريتشارد دان مدافع أيرلندا تصريحات ساخرة في حق دومينيك إذ قال مدافع أستون فيلا لوسائل الإعلام الإنكليزية: "تدخل فرنسا جميع المنافسات بلاعبين على أعلى مستوى ولكن تحت قيادة رجل يستطيع فقط إرباك الفريق".

وأوضح دان: "ما إن ظهر وجهه على الشاشة، حتى بدأ المشجعون في التعبير عن استيائهم منه، ما دفع لاعبو فرنسا للضحك رغم موقف مدربهم".

وتابع دان: "الفرنسيون يتأهلون إلى جميع بطولات كأس العالم وكأس الأمم ولكننا نستطيع أن نضع حداً لهذا".

يذكر أن أيرلندا عانت دائماً في مباريات الملحق، إذ تأهلت فقط مرة واحدة من أصل 6 لكن هذه المرة تحول الفريق إلى كتلة صلبة تحت إشراف الخبير تراباتوني في مسعاه للتأهل إلى المونديال للمرة الأولى منذ 2002.

سجّل المواجهات السابقة: