أطلقت الحكومة الفرنسية مشروعاً ضخماً لمكافحة مرض الزهايمر الذي يصيب مائتي ألف شخص سنوياً. واعتمدت بهذا السياق500 مليون يورو لتجديد دور العجزة ضمن المرحلة الثانية من خطة مكافحة "أمراض العمر المتقدم".
وتعنى الخطة إجمالاً بتوفير المزيد من الرعاية لـ12.1 مليون مسن تفوق أعمارهم الستين عاماً. وتركز في المرحلة الحالية على توفير سبل الرعاية المجانية الكاملة لمرضى فقدان الذاكرة من الأشخاص الذين تفوق أعمارهم السبعين عاماً.
وتعد المرحلة الثانية التي تمتد حتى العام 2012 استكمالاً للأولى (الهرم والتضامن) التي بدأت عام 2004 في أعقاب موجة الحر الشديدة التي شهدتها فرنسا صيف عام2003 وأودت بحياة 15 ألف مسن يقيم معظمهم بعيداً عن أبنائهم.
وتأخذ هذه الخطة التي أطلقها رئيس الحكومة دومينيك دو فيلبان يوم الجمعة الماضي بعين الاعتبار وجود مليون مسن فاقدي القدرة على العيش بمفردهم. وتقسم وزارة الصحة حاجة هؤلاء للمساعدة إلى مستويين "متوسطة" و "شديدة".
المخصصات المالية
وتؤدي المرحلة الثانية إلى توفير 5 آلاف فرصة عمل سنوياً في قطاع المستشفيات، مع تطوير سبل الرعاية المنزلية لمرضى الزهايمر.
وتلتحق المستشفيات ودور العجزة ضمن هذه الخطة في خطوة تالية خلال السنوات الأربع القادمة، مع بلوغ جيل ما بعد الحرب العالمية الأولى سن الثالثة والثمانين وهو متوسط عمر فقدان الذاكرة.
"
شريحة المسنين تستفيد من زيادة المخصصات المالية المقررة لهم ضمن موازنة العام الحالي لتمويل التأمين الصحي بنسبة 13%
"
وتستفيد شريحة المسنين من زيادة المخصصات المالية المقررة لهم ضمن موازنة العام الحالي لتمويل التأمين الصحي بنسبة 13%. وتستند خطة تلك المرحلة في تمويلها على الإبقاء على هذه الزيادة على مدى السنوات الأربع القادمة.
كما تركز على تطوير الخدمة المنزلية، خاصة على صعيد زيادة عدد المساعدين الطبيين المنزليين بنسبة50%، ليرتفع عددهم إلى 133 ألفاً عام 2012.
استشارات وقائية
وبالتوازي مع ذلك تقضي الخطة بتكوين مراكز داخل المستشفيات لمساعدة المسنين، وتعنى بتوفير المساعدة لهم في منازلهم عبر إقامة المساعد الطبي معهم لفترات قصيرة.
ويصل إجمالي الوظائف التي يوفرها مشروع مساعدة المسنين إلى 25 ألف وظيفة بواقع 5 آلاف وظيفة سنوياً ما بين عامي 2008 و2012 . ويوفر المشروع استشارات طبية وقائية مجانية خاصة بمرضي الزهايمر وباركنسون (الرعاش اللا إرادي) لكل مؤمن عليه بدءاً من بلوغه السبعين من العمر.
كما تقوم لجنة وزارية بتدشين خطة وطنية خاصة بالمخ وأمراض الجهاز العصبي في ظل اعتمادات مالية مخصصة لهذا الغرض. ويوجد بفرنسا حاليا دور للعجزة طاقتها 415 ألف سرير نصفها يعود للدولة.
ومن المقرر الارتفاع بطاقة القطاع الحكومي في هذا المجال من 0.45 موظف للمسن في الوقت الحالي، إلى 0.80 عام 2012