برشلونة والريال‏..‏ حوار راق للكبار فقط‏!‏

في تمام الساعة التاسعة الا ربع بتوقيت القاهرة من مساء الربع‏..‏ تتوقف عقارب الساعة الكروية‏..‏ وتتجه الانظار الي استاد كامب دي نو حيث لقاء الاياب في دور الاربعة لدوري ابطال اوروبا لكرة القدم بين برشلونة وريال مدريد.

في الجزء الرابع والاخير من الكلاسيكو.. والذي يحمل بين طياته كلمة النهاية للماراثون الرائع والمثير بين قطبي الكرة الاسبانية هذا الموسم.
الظروف كلها طبقا لآراء الخبراء تصب في مصلحة البارسا ومديره الفني جوسيب جوارديولا.. ليس فقط لانتهاء اللقاء الاول لمصلحتهم بهدفين للاشيء ولكن ايضا لان المباراة علي ملعبهم ووسط جماهيرهم.. بالاضافة الي ان التاريخ يساندهم حيث لم يتمكن سوي فريقين فقط علي مدي هذه البطولة من تعويض خسارتهم في لقاء الذهاب.. الاول الانتر الايطالي هذا الموسم عندما فاز علي بايرن ميونيخ الالماني في مباراة العودة2/3 في دور الـ16 وصعد بقاعدة احتساب الهدف خارج الملعب بهدفين بعد انتهاء لقائي الذهاب والعودة بالتعادل3/..3 والثاني اياكس امستردام الهولندي في موسم1996/1995 عندما اكتسح باناثينايكوس اليوناني3/ صفر ليعوض خسارته علي ملعبه بهدف للاشيء.
ولذلك فان المدير الفني للريال جوزيه مورينيو البرتغالي لم يجد حرجا في الاعتراف بان المهمة صعبة بل تدخل في نطاق المستحيلات..خاصة في ظل الظروف التي تحيط بفريقه من غيابات بسبب الاصابات والايقافات وفي مقدمته مدافعه الأرجنتيني بيبي الحاصل علي البطاقة الحمراء في المباراة السابقة.. ويبدو ان المدرب البرتغالي المشاغب يمهد للرحيل بهذه الكلمات من مدريد كما يري بعض الخبراء في حالة الفشل لاسيما أنه بات من المرشحين بقوة لخلافة الاسكتلندي اليكس فيرجسون المدير الفني لمانشستر يونايتد الانجليزي الموسم القادم.. خاصة انه لم يحقق الطموحات التي كان ينتظرها النادي الملكي.. فلقب الدوري الاسباني اقرب للبارسا خاصة بعد الخسارة هذا الاسبوع علي ملعبه امام ريال سرقسطة بثلاثة اهداف مقابل هدفين.. وهي المباراة التي فتحت المزيد من الجراح بين المدرب ولاعبيه.. فقد وجه النجم البرازيلي كاكا بعض الانتقادات لزملائه وايضا لاسلوب اللعب لينضم الي البرتغالي رونالدو الذي خرج عن هدوئه وألهب مورينيو بكلمات لاذعة حول اسلوب اللعب وانه كان السبب وراء الخسارة بهذا الشكل امام برشلونة.
أما جوسيب جوارديولا المدير الفني للفريق الكاتالوني فانه ينظر للقاء الليلة علي انه فرصة لرد الاعتبار والكرامة امام نظيره البرتغالي الذي انهال عليه طعنا بالكلمات الجارحة والاتهامات القاسية بعد انتهاء اللقاء.. سواء من ناحية ترهيبه للحكام او لجوء لاعبيه للغش والخداع في المباريات.. وبالتالي فان المدرب الشاب طالب لاعبيه بنسيان نتيجة الذهاب والتركيز علي تأكيد تفوقهم علي النادي الملكي مرة ثانية وثالثة.. وان كان أن الامر لم يخل من دش بارد بعد الخسارة المفاجئة في الليجا هذا الاسبوع امام ريال سوسيداد بهدفين مقابل هدف واحد والتي جعلته يعترف بان هناك اخطاء لابد من علاجها وانه فريقه مثل باقي الاندية يمكن ان يتعرض للهزيمة.. ورفض تحميل اي لاعب المسئولية علي الملأ تجنبا لاي مشاكل نفسية قبل مواجهة الريال.
وعلي الرغم من كل المعطيات السابقة التي تصب في صالح البارسا فإن الصحف الاسبانية تراهن علي الامر وأنه لم يحسم بعد.. وان المباراة التي وصفتها بلقاء القرن تحمل في جنباتها الكثير من المفاجأت من جانب الريال واستشهدت علي ذلك بكلام نجم البرتغال السابق لويس فيجو احد اللاعبين القلائل الذين لعبوا للفريقين بل وقاد كل منهما لاكثر من لقب محلي وقاري.. فقد اشار فيجو إلي انه في مثل هذه المواجهات من الكلاسيكو يجب نسيان ما مضي والتركيز علي ما هو قادم.. وانه شخصيا يتوقع صداما من الوزن الثقيل بين الجانبين لان كلا منهما يسعي لانتزاع بطاقة التأهل للنهائي والتواجد باتساد ويمبلي باي ثمن.
واضاف النجم البرتغالي السابق صاحب اكثر الصفقات ضجة عندما انتقل من البارسا الي الريال انه لابد من الاعتراف بان كل فريق له زمنه في عالم كرة القدم.. فقد سيطر ابناء سانتياجو برنابيو من قبل وكانت لهم اليد العليا في البطولة.. في حين أن الوقت الحالي زمن برشلونة ونجومه الذين يقدمون افضل اداء بفضل الاسلوب السلس والرائع لهم في الملعب.. لدرجة انك تشعر انها منظومة متكاملة لاينقصها شيء.
واكد فيجو(38 عاما) ان الاثارة المحيطة بمباريات الفريقين تعود لاسباب اجتماعية اكثر من اي شيء آخر.. وانه لمس ذلك بنفسه خلال وجوده في صفوفهما وانه فقط يريد من الجماهير ان تنظر اليها علي انها رياضة ومباراة في كرة القدم وليس اكثر من ذلك وان الفريق الافضل والاقوي سيكون الانتصار من حقه.. وانه يرفض التنبؤ بما ستسفر عنه هذه المواجهة الصعبة والتي سيحدد اتجاهها بدرجة كبيرة كيفية ادارة مورينيو لها وايضا الحالة الفنية للاعبي برشلونة.
المعروف ان فيجو قاد الريال من تسع سنوات لتخطي برشلونة في هذه المرحلة ثم حصل علي اللقب بعد فوزه علي باير ليفركوزين الالماني في النهائي بهدفين مقابل هدف واحد.
ويبدو أن الاتحاد الاوروبي قد بدأ الدخول في حالة عناد مع المدرب البرتغالي بعد سلسلة تصريحاته الجارحة الاخيرة ضد مسئوليه باسناد ادارة اللقاء للحكم البلجيكي فرانك ديبليكير الذي يعتبره الاول من الكارهين له شخصيا ويتعنت دائما ضد الاندية التي يقودها.. بل انه سبق له ان فتح النار عليه عندما اشار الي انه من الحكام اصحاب الخدمات الجليلة لمنافسه.
وكانت اقرب مشكلة بين الحكم البلجيكي ومورينيو عندما طرد تياجو موتا لاعب فريقه السابق انتر خلال لقائه مع برشلونة في نفس الدور من البطولة العام الماضي ولعب بطل ايطاليا وقتها اكثر من60 دقيقة بعشرة لاعبين وخسر بهدف للاشيء ولكنه تأهل لسابق فوزه علي ملعبه بثلاثة اهداف مقابل هدف.. وان كان ديبليكيرك لن يتعرض للضغط العصبي كثيرا من المدير الفني للريال لوجوده في المدرجات بعد طرده في اللقاء الاول.
كان ديبليكيرك قد قاد من قبل ست مباريات لبرشلونة, فاز في أربع منها في حين انتهت الأخريان واحدة بالتعادل والأخري بخسارته.. في حين تولي ادار خمس مباريات للريال فاز في واحدة منها فقط وخسر اثنتين وتعادل في مثلهما.
المعروف ان النادي الملكي سبق له خسارة المباراة الاولي له علي ملعبه خمس مرات ولم يتمكن من تعويض الهزيمة في اللقاء الثاني سوي مرة واحدة في موسم1971/1970 امام تيرول النمساوي في بطولة اوروبا لابطال الكؤوس عندما فاز بهدفين مقابل لاشيء ليصعد بمجموع اللقاءين1/2.. في حين صعد برشلونة30 مرة من32 مرة حقق خلالها الفوز في اللقاء الاول من بينها ست مرات انتهت فيها مباريات الاياب لمصالحتهم بهدفين نظيفين.. في حين فرط مرة واحدة في فارق الهدفين عندما فاز علي ميتز الفرنسي2/4 في بطولة اوروبا لابطال الكؤوس موسم1985/84 حيث خرج لخسارته4/1..

شكرا على الطرح