نيويورك: قال السفير السوداني في الامم المتحدة الاثنين ان اجراء الاستفتاء على استقلال منطقة ابيي المتنازع عليها بدون اتفاق مسبق مع حكومة الخرطوم يعني "عودة الى الحرب" في السودان.
ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن دفع الله الحج علي عثمان قوله: "من الواضح ان اي محاولة لتنظيم استفتاء قبل اتفاق مقبول بين الطرفين "ابيي وحكومة الخرطوم" لا يعني سوى عودة للحرب".
واكد سفير الخرطوم ان حكومته تريد اجراء مفاوضات مسبقة مع منطقة ابيي ومع جنوب السودان قبل استفتاءي 9 يناير/كانون الثاني "وليس الحرب التي لم نقبلها ابدا طوعا".
في غضون ذلك ، اعلن الرئيس السابق لجنوب افريقيا ثابو مبيكي أمس في الخرطوم انه تم ارجاء الجولة الحاسمة من المفاوضات بين الشماليين والجنوبيين حول منطقة ابيي المتنازع عليها والتي كانت ستبدأ الاربعاء في اثيوبيا.
وقال مبيكي الذي يتراس وفدا للاتحاد الافريقي ان "اجتماع 27 تشرين الاول/اكتوبر في اديس ابابا لا يمكن ان يحصل لان ثمة حاجة الى مزيد من التحضيرات والمشاورات مع الطرفين. ان الطرفين وافقا على قرار ارجاء الاجتماع".
واضاف مبيكي للصحفيين اثر لقائه الرئيس السوداني عمر البشير ان الموعد الجديد للمفاوضات سيعلن في وقت لاحق.
ويتراس مبيكي وفدا من الاتحاد الافريقي يتابع الوضع في السودان ويحاول راهنا تجاوز المأزق الناتج من قضية الاستفتاء الشائكة حول ابيي.
ومن المقرر ان يصوت سكان ابيي في شهر يناير/كانون الاول القادم بشأن تبعية المنطقة الى الشمال او الى الجنوب، على ان يتم استفتاء ابيي في اليوم نفسه الذي يتم فيه الاستفتاء في جنوب السودان والذي سيقرر عبره مصيره في الانفصال او البقاء مرتبطا بالشمال.
ويعد كلا الاستفتائين جزءا من اتفاقية السلام الشامل عام 2005 التي انهت اكثر من عقدين من الحرب والنزاع بين شمال السودان وجنوبه وقضى فيها اكثر من مليون ونصف من الضحايا.
وتنتشر في منطقة ابيي وحدات من الجيش السوداني وجنود الحركة الشعبية، حيث مازال النزاع مستمرا بين الجانبين حول من يحق لهم المشاركة في الاستفتاء فضلا عن ترسيم الحدود.
وكانت المفاوضات التي تواصلت في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا بشأن تنظيم استفتاء في ابيي قد انتهت دون التوصل إلى اتفاق بعد رفض الساسة الشماليين الاعتراف بتحديد المحكمة الدولية في لاهاي للحدود في المنطقة.
وكانت قضية الخلاف الكبرى الأخرى عن من يحق له التصويت في استفتاء 9 يناير/كانون الاول.
ويتقاسم السكن في أبيي كل من قبائل الدينكا الموالية للجنوب وقبائل المسيرية العربية الموالية للشمال.
وترفض الحركة الشعبية ان يعطى حق التصويت في الاستفتاء لقبائل المسيرية البدوية لانهم بنظرهم يقضون عدة اشهر من السنة في المنطقة ويمتلكون حق