"الأولة" أربعة..منتخبنا آخر مجدعةافتتاحية مثيرة لشباب الفراعنة.. بأهداف ملعوبة في مرمي ترينداد

وقف العالم "انتباه" في الليلة الماضية. وضرب تعظيم سلام لمنتخب شباب الفراعنة ولجمهوره بعد ان قدم شبابنا عرضاً رائعاً في مباراة الافتتاح لمونديال "مصر 2009" الذي يحمل الرقم 17. واكتسحوا ترينداد وتوباجو 4/1 ليكسروا رعب مباريات الافتتاح في البطولات الكبري وليؤكدوا انهم آخر "مجدعة" بالأربعة.. وجاء الفوز الأول لشباب الفراعنة. ليؤكد انهم لن يكونوا "رقماً خفيفاً" في هذا المونديال. وانهم بدعم جماهير مصر يمكن ان يكونوا شيئاً عظيماً جداً.. ليتكرر انجاز منتخب مصر في مونديال 2001 بقيادة شوقي غريب.
وفي مونديال "2009" بقيادة سكوب وهاني رمزي والصيفي. يمكن أن يتكرر الانجاز. وأفضل منه أيضاً بعد الأداء الرجولي القوي للاعبينا. والذي كان يمكن ان يحقق رقماً قياسياً في أهداف مباريات الافتتاح بمونديال الشباب.
الرباعية بدأت في الشوط الأول. بعد 30 دقيقة بواسطة "العفريت" عفروتو أو محمود سليم.. وسرعان ما يتعادل منتخب ترينداد بعده بست دقائق بواسطة المهاجم الخطير جون ركفورد. وبمعاونة من الدفاع المصري المرتبك لينتهي الشوط الأول بتعادل الفريقين 1/1. ثم يتواصل مسلسل التهديف المصري بعد 6 دقائق فقط من بداية الشوط الثاني بواسطة قائد المدفعية الثقيلة في منتخبنا حسام عرفات الذي سدد صاروخاً من علي حافة منطقة الجزاء ليحرز الهدف الثاني.. وبعده بـ6 دقائق أخري يحرز محمد طلعت الهدف الثالث لمصر من قذيفة شهاب عرفة التي ارتدت من صدر الحارس التريندادي ليكملها طلعت في الشباك. وذلك في الدقيقة 13 من الشوط الثاني.. وقبل دقيقة واحدة من نهاية المباراة يحسن قائد المدفعية حسام عرفات الليلة الرائعة بالهدف الرابع. ومن قذيفه مشابهة لهدفه السابق.
وقبل الخوض في تفاصيل الشوطين والفوز الكبير الثمين.. فان كل لاعبي منتخب مصر يستحقون الثناء والشكر وكانوا نجوماً بحق. خاصة الحارس علي لطفي. الذي كان فذاً بمعني الكلمة. وأيضاً الظهير الأيسر اسلام رمضان ولاعب الوسط المهاجم حسام عرفات ولاعب الارتكاز "توبة" وكانوا بالفعل نجوم الفريق وكل واحد فيهم يستحق 9/10 يليهم في الترتيب شهاب أحمد "8/10" وعلي العربي وعفروتو "7/10" واحمد مجدي وصلاح سليمان واحمد حجازي ومحمد طلعت "6/10" اما البديلان بوجي وسعد سمير فيحتاجان لفرصة أخري للتقييم.
هذا عن التقييم الفردي.. اما التقييم الجماعي فيستحق "6/10" رغم الفوز الكبير بأربعة أهداف. ذلك ان اختراقات مهاجمي ترينداد في ثغرة خط الدفاع بين صلاح سليمان واحمد حجازي كانت تسبب كوارث وجاء منها هدف ترينداد الوحيد. ولكنها للأسف تكررت بنفس الصورة أربع مرات أخري. وكل منها بهدف محقق. تألق معها ببراعة الحارس علي لطفي. ومع هدية من القائم الأيمن قبل نهاية اللقاء بدقائق وقبل الهدف المصري الرابع.
كما غاب الأداء الجماعي في الثلث الهجومي فغاب التعاون وغلبت الفردية خاصة من محمد طلعت الذي لم ير غير نفسه في الملعب.. والمرات القليلة التي تحقق فيها هذا التعاون. سكنت الكرة الشباك بأربعة أهداف وكان يمكن مضاعفة هذا الرقم.
ويكون معلوماً ان الفرص العديدة التي اتيحت امام مرمي ترينداد وبأخطاء مدافعيه لن تتكرر بسهولة أمام ايطاليا والاوراجواي.
يبدأ الشوط هجوميا بدون فترة جس نبض كما هو متوقع في مثل تلك المباريات الافتتاحية الكبيرة حيث كان أول ظهور لحارس مرمي منتخب ترينداد وتوباجو في الدقيقة الرابعة في مواجهة مهاجم منتخب مصر الوحيد محمد طلعت الذي نال تحذيراً مبكراً من الحكم البلجيكي ديبلكير للالتحام القوي مع الحارس يليه مجهود فردي من لاعب الوسط شهاب الدين أحمد الذي يصوبها سهلة علي يمين الحارس.
بدا واضحاً اسلوب المدير الفني ميروسلاف سكوب في تنظيم معظم هجمات الفراعنة من علي الأجانب عن طريق علي العربي في اليمين وأحمد مجدي في اليسار اللذين بذلا مجهوداً كبيراً طوال الشوط الأول في الدفاع والهجوم علي السواء في حين صوب لاعبو المنتخب المصري كثيراً علي المرمي التريندادي من خارج منطقة الجزاء وخاصة من منطقة المنتصف وأغلبها كانت بواسطة حسام عرفات وعفروتو.
في الدقيقتين 21 .25 يخرج الحكم الكارت الأصفر مرتين لعلي العربي الظهير الأيمن وحسام عرفات لاعب الوسط.
تشهد العشر دقائق التالية هجوماً جارفاً ومنظماً للفراعنة الصغار وتبدأ سلسلة الهجمات بهجمة منظمة اشترك فيها كل لاعبي الوسط وتنتهي عند أحمد مجدي الذي يسدد خارج المرمي يليه فاصل مهاري من القصير المكير عفروتو الذي يراوغ الدفاع ويصوب بجانب القائم بعدة سنتيمترات.
تشهد الدقيقة 30 التتويج الأول للمجهود الكبير الذي بذله لاعبونا بواسطة لاعب وسط الأهلي عفروتو الذي نفذ وأخرج أجمل مشاهد الشوط الأول بانطلاقة سريعة صاروخية وسط دفاعات ترينداد ويسكنها داخل الشباك بحرفنة عالية في الزاوية البعيدة أرضية زاحفة.
ولم تستمر فرحة المصريين بالهدف طويلاً حيث جاء الرد سريعاً من المهاجم الخطير جون ركفورد الذي احرز هدفه في الدقيقة 36 بعد استهتار واضح من خط الدفاع المصري الذين تركوا مهاجم المنافس يسير بالكرة بدون أي اعترض علي حدود منطقة الجزاء ويخطئ صلاح سليمان في تشتيت الكرة ليجدها ركفورد أمامه علي نقطة الجزاء ويضعها بكل سهولة علي يمين علي لطفي.
في الدقائق الأخيرة ينال عفروتو انذاراً ويحتسب الحكم دقيقتين وقت بدل ضائع تمر بدون أي خطورة من جانب الفريقين.
شوط مصري لعباً ونتيجة. وأداء أكثر من رائع بعد توازن أداء الوسط وفتح جبهة عريضة علي فريق ترينداد بواسطة العربي واسلام.. وتكون البداية بضربة رأس من طلعت بعد دقيقتين فوق العارضة.. وبعد 6 دقائق تهب السعادة علي كل المصريين في ستاد برج العرب وفي كل أقطار الأرض بقذيفة عرفات التي سكنت الشباك معلنة عن الهدف الثاني.. ويخترق شهاب احمد من وسط الملعب في الدقيقة 13 ويسدد قذيفة هائلة ترتد من الحارس ويكمل محمد طلعت الكرة في الشباك بالهدف الثالث.
وينفتح الملعب من فريق ترينداد لتعويض فارق الهدفين ويلجأ سكوب لتكثيف الدفاع المصري من وسط الملعب ومع ذلك بقي اختراق هذا الدفاع مسألة سهلة للغاية.. بالتمريرات القصيرة المتقنة من العمق.. ويهدر طلعت بأنانية شديدة فرصة لاحراز هدف رابع في الدقيقة 19 ويظهر الحارس لطفي في الكادر وينقذ كرة خطيرة جداً ثم كرة أخري أكثر خطورة وذلك خلال 3 دقائق فقط.
بعد نصف ساعة يلعب مصطفي جلال بدلاً من عفروتو الذي بذل جهداً كبيراً لدعم الاتجاه الدفاعي لفريقنا.. وكاد الظهير إسلام رمضان يحرز هدفاً في الدقيقة 37 عندما قام بهجمة عنترية وغزا دفاع ترينداد بشجاعة. ولكن الكرة طالت منه وضاعت.. وفي الدقيقة 40 ترتد كرة كلارنس من القائم الأيمن لمرمي مصر.. ثم يخرج محمد طلعت مصاباً ويلعب بوجي. ويخرج احمد مجدي ويلعب سعيد سمير ويتم تجميد اللعب في وسط الملعب حيث اكتفي الجميع بالنتيجة ولكن عرفات كانت له كلمة أخري واطلق قذيفة رهيبة قبل ان يطلق الحكم البلجيكي صافرته.. لتسكن الشباك وتهيص المدرجات للمرة الرابعة. ويحقق شباب الفراعنة فوزاً غالياً وعزيزاً. قبل بداية اللعب مع الكبار.
مع تحيات الانوار10