الرحمة بالأرملة والمسكين
الأرملة : هي المرأة التي فقدت زوجها بالموت ، وأصبحت تواجه
الحياة بمفردها ، من أجل الإنفاق على أولادها .
المسكين : هو من لا شيء له أو له ما لا يكفيه أو أسكنه الفقر فقلل
حركته والذليل والضعيف .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: " الساعي على الأرملة
والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو كالذي يصوم النهار ويقوم الليل" .
من أروع صور الرحمة من يرحم المرأة الأرملة ، فهي ضعيفة لكونها
امرأة في مواجهة الدنيا ، وضعيفة لأنها بلا زوج يحميها ، وضعيفة لأنها
مسؤولة الرعاية على أبنائها الأيتام .
ومن يسع من أجل مساعدة هذه الأرملة ، ويحميها من وعورات الحياة
وفتنها ، فهو مثاب بأعلى درجات المثوبة في عمل الطاعات .
وقد تساوى من يكد على المرأة والمسكين ، بفعل من يعمل الطاعات في
أجلّ صورها وأعلاها ، وهذا يتفق مع المنظومة الإسلامية التي تعلي شأن
العمل والكدّ ، فالعامل المكد المنهك خير من العابد العاطل ، وكذلك الحال
مع المسكين ، الذي ضاقت به سبل الحياة في الدنيا ، فتكون مساعدته لها
ثواب عظيم .
إن الجمع بين الأرملة والمسكين في مستوى الحاجة ، وفي مستوى الفضل
والمثوبة يعبّر عن أهمية احتياج الصنفين إلى المساعدة ، وأن كليهما في
مستوى اجتماعي واحد ، فالطفل اليتيم يساوي المسكين ، لأنه طفل ولأنه
بلا أب .. ومن وجه آخر فإن بذل الفرد المال لمساعدة الأرملة والمسكين ،
يدل على طيبة نفس الباذل .