د علاءمرتضي موسس المنتدي
عدد المساهمات : 17998 السٌّمعَة : 40 العمر : 58 الجنس :
الأوسمة :
| موضوع: في جامعة القاهرة.. المشترك الثقافي لا صراع الحضارات الجمعة أغسطس 14, 2009 5:03 pm | |
| تواصل جامعة القاهرة رعاية مشروعها الكبير' المشترك الثقافي' الدولي هذه الفترة, حيث تقوم حاليا باعداد سجل شامل تتضمن محاوره وقائع ديسمبر2006 بالجامعة وتحليل خطاب الرئيس الامريكي اوباما الي جانب ملحق وثائقي عن نشاط'المشترك الثقافي' الذي يتضمن تجليات المشروع والوثائق والتحليلات الكثيرة.. الي غيرذلك..
يتضمن المشروع كثيرا من التجليات التي تبدو في التأمل عند محتوي هذا' المشترك الثقافي', فهو محتوي يبدو جليا في الحضارات والثقافات التي توالت من الصين واليابان ونيبال وسومطرة الي بورما وسيلان وسيام مرورا بعواصم الغرب الاوروبي وصولا الي الغرب الامريكي والي الجنوب في الاقطار العربية والاسلامية عند العديد من المفاهيم والقيم المتجذرة في البنية' المشتركة' للقيم والاعراف والديانات المختلفة..
ومن يقترب من هذا المشروع الذي يتعمق اليوم في جامعة القاهرة يقترب من صاحب هذا المشروع د. وجدي زيد الذي لاحظ تطور تاريخ هذه الفكرة ونشأتها حين تشكلت لديه عبر سنوات طويلة كدارس للادب الانجليزيي, فهو المصري العربي المسلم_ علي حد تعبيره_ الذي استطاع تفهم هذا التلاقي بينه وبين الحضارة الغربية بداية لتفاعل فكري واسئلة كثيرة كانت تدور في رأسه عن الشكل الذي يمكن ان تلتقي فيه الحضارات, فهذا الاهتمام تكون منذ بداية لاهتمامه بالادب الغربي وحضارته وبعد الحادي عشر من سبتمبر, خاصة الذي تصادف وقتها وكان يعمل ملحقا ثقافيا لمصر في امريكا وجد هذه العلاقة بين الشرق والغرب تتبلور حول شكلين هامين:
اما الحوار واما الصراع - واكتشفت ان كل برامج الحوار تؤدي بالضرورة الي الخلاف وينتهي كل حوار بتعميق الخلاف بل والوصول الي الشكل التالي والذي عاشته البشرية ومازالت وهو الصراع.. من هناجاءت ضرورة اكتشاف المشترك الثقافي كبديل يمكن به ايجاد كل الافكارالنبيلة التي تتميز بها كل ثقافة او حضارة, ويشير د. وجدي زيد هنا إلي كيف تم اكتشاف ان هذه المعاني النبيلة تتشابه وتتماثل في كل الحضارات, فهي مثل المعادن النقية التي يجب ان نبحث عنها ونؤكدها وهي الطريق السري الوحيد للتواصل والفهم المتبادل والقبول للآخر..وهذا لايعني عدم وجود الحوار في برنامج' المشترك الثقافي', بل علي العكس هناك حوار لكن بهدف الوصول او اكتشاف المشترك بين الحضارات.. فهو برنامج تنفيذي يشتمل علي كل مناحي الحياة من دين وسياسة واقتصاد.. الي غير ذلك من الانشطة.. ان المشترك هو تعبير عن روح الشعب المصري وحضارته الممتدة عبر عصور طويلة, فهذا الشعب هو الذي استطاع ان يستوعب كل الخلافات الحضارية والثقافية ليجعل الجميع يتعايش معها ويقبلها, وهوماعبر عنه الرئيس الامريكي- بالفعل- بعد مجيئه الي مصر.. فهذه الاطروحة استطاعت مصر ان تعبر بها علي كل الخلافات والحضارات.. لنقترب اكثر من تجليات المشترك في الواقع الراهن.. ؟ نسأل ويجيب اظن ان برنامج المشترك الثقافي يقدم اطروحة يمكن ان نحل بها جميع مشاكلنا والتناقضات التي ازدادت مؤدية الي حالة احتقان في مواضع كثيرة داخل المجتمع المصري بل والمجتمع الدولي, فالمشترك الثقافي بهذا الفهم يعني التعرف عليه في ازالة اسباب الفتنة الطائفية والمشاكل الدينية بل يمكن ايضا ان يوحد الاتجاهات الاقتصادية والسياسية علي نحو فيه فائدة لكل الاطراف فيخرج بنا من المفهوم الشائع في الادبيات الغربية من صراع الحضارات الي البحث عن هذا المشترك الذي يزيد من نقاط الالتقاء بين الحضارات, وهو في النهاية يمكن ان يؤدي الي شيئين لا ثالث لهما: اما انه سوف يوقف الصراع الي النقطة التي بدأ منها او الاسهام في تخفيف هذا الصراع.
كيف تري مستقبل هذا' المشترك' الثقافي في اطار تعاملنا مع القوي المحلية او الدولية حولنا.. ؟
يري انه في الوقت الذي تبلغ فيه أزمات العالم المعاصر ذروتها ويحتدم الصراع من أجل الهيمنة ووأد البسطاء والمهمشين, ومع غياب العدالة والترويج للنزعات العنصرية البغيضة ولدعاوي الاصطفاء المزعوم والاستعلاء بالتمركز حول الذات, بكل ما يمثله ذلك من تهديد حقيقي لسلام العالم وازدهار العمران فيه, يصبح من الواجب علي عالم فقد اتجاهه ولم تعد تجدي معه كل محاولات الحوار غير المتكافئ أن يستمع إلي صوت الحكمة المختزنة في روح مصر: الشعب والتاريخ; ذلك الصوت الذي يدعو إلي تجاوز عوامل الفرقة والاختلاف وإلي البدء بالتعارف بحثا عن المشترك الذي يؤلف بين القلوب, وعن الهوية في الاختلاف, تحقيقا لمصالح الكل فتلك هي العروة الوثقي التي لا انفصام لها.
ومن يراجع تطور هذه الفكرة في مصر وخارجها يلاحظ كيف استفادت القيادة المصرية بالفعل من تجربة حرب التحرير في أكتوبر1973 وأصبحت علي قناعة بأن طريق السلام_ دون تفريط في الحقوق- وأن الإمساك بالمشترك بين جميع الأطراف هو الخيار الوحيد للقضاء علي النزاعات المزمنة وعلي الخلافات العميقة لتحقيق التقارب والمصالحة بين الدول وطرح لتصورات عملية تحقق هذا الهدف النبيل..
وفي مجال تحقيق المشترك بين مصر وبلدان البحر المتوسط علي الخصوص والدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية علي العموم تحتل مصر مكانة متميزة وحضورا مؤثرا في المحافل الدولية تجسده المؤتمرات الأممية العديدة التي تعقد تباعا علي أرض مصر: حاضنة العالم المتحضر.
ولعل التتويج الحقيقي لهذا الوعي بالمشترك الإنساني هو في الدعوة إلي جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل صيانة لمستقبل البشرية وتمهيدا لأن يكف العالم بأسره, في مستقبله القريب, عن التسابق المجنون في استخدام الطاقة النووية وغيرها من الأسلحة المدمرة في الأغراض العسكرية; وهي دعوة نبيلة تلقي بالطبع كل ترحيب ومساندة. ** ان من يرصد حركة هذا'المشترك الثقافي'اليوم بجامعة القاهرة_ عبر تسجيلها في هذه الأمانة الدولية العامةالتي توشك جامعة القاهرة علي اشهارها-.. يرصد صعود هذا الوعي الراقي الباقي الذي لم يعد ملكا لاحد وانما ينتمي الي الحضارة العالمية وتجلياتها.. | |
|
ابوعلى عضو ممتاز
عدد المساهمات : 378 السٌّمعَة : 0 الأوسمة :
| موضوع: رد: في جامعة القاهرة.. المشترك الثقافي لا صراع الحضارات الأربعاء أغسطس 10, 2011 8:58 am | |
| موضوع متميز
شكرا على الابداع
فى انتظار المزيد | |
|