.. وَ وَشْوَشَتْني النَسْمَةُ الحافيَهْ : |
لَمَحْتُها تَعْدُو على الرابيَهْ |
كانَتْ كأحلى ما يكونُ الصِبَا |
وشاحُها الشَبَابُ والعافيَهْ |
مُقْلَتُها .. هَدْبَاءُ سُوريَّةٌ |
ولونُها من عِزَّة الباديَهْ |
ونَهْدُها .. فَلْقَةُ تُفَّاحَةٍ |
وثَغْرُها تَنَفُّسُ الخابيَهْ |
وتَمْتَمَ الغُرُوبُ : شَاهَدْتُها |
تُبَعْثِرُ النجومَ في الساقيَهْ |
وقالَ عُصفُور لنا عابرٌ : |
فِرَاشُها مِنْ وَرَق الداليَهْ |
وبَاحَتْ الغَابَةُ .. مَرَّتْ هُنا |
وانْطَلَقَتْ من هذه الناحيَهْ |
وقالت الوردةُ : كانَتْ معي |
وقطَّعَتْ غِلالَتي القانِيَهْ |
واسْتَقْطَرَتْ من سائلي دَمْعَةً |
ولَوَّنَتْ حَلْمَتَها النامِيَهْ |
*** |
سَأَلْتُ عنها الطيبَ في بيتِهِ |
والريحَ .. والغمامةَ الباكيَه |
والسَفْحَ .. والضياءَ .. والمُنْحَنَى |
والليلَ .. والنَجْمَةَ .. والراعِيَهْ |
بَحَثْتُ عنها في الذُرى .. في الكُوى |
وفي دُمُوع الليلة الشاتيَهْ |
حتَّى إذا عُدْتُ إلى مَخْدَعي |
مُحَطَّماً .. أَجُرُّ أقْدَامِيَه |
سمِعتُ قلبي من خلال الدُجَى |
يَضْحَكُ منِّي ضِحْكَةً عالِيَهْ |
*** |
.. وكانَ أنْ رأيتُها تَخْتَبي |
من جنبيَ الأيْسَرِ .. في الزاويَهْ .. |