1 |
إذا ما صَرَختُ: |
" أُحِبُّكِ جِدَّاً" |
" أُحِبُّكِ جِدَّاً" |
فلا تُسْكِتيني. |
إذا ما أضعتُ اتزّاني |
وطَوَّقتُ خَصْرَكِ فوق الرصيفِ، |
فلا تَنْهَريني.. |
إذا ما ضَرَبتُ شبابيكَ نَهْدَيْكِ |
كالبَرْقِ، ذات مَسَاءٍ |
فلا تُطْفئيني.. |
إذا ما نَزَفْتُ كديكٍ جريحٍ على سَاعِدَيْكِ |
فلا تُسْعِفيني.. |
إذا ما خرجتُ على كلِّ عُرْفٍ ، وكُلِّ نظامٍ |
فلا تَقْمَعيني.. |
أنا الآن في لَحَظاتِ الجُنُونِ العظيمِ |
وسوفَ تُضيعين فُرْصَةَ عُمْركِ |
إنْ أنتِ لم تَسْتَغِلِّي جُنُوني. |
2 |
إذا ما تدفَّقْتُ كالبحر فوقَ رِمَالكِ.. |
لا تُوقِفيني.. |
إذا ما طلبتُ اللجوءَ إلى كُحْل عَيْنَيْكِ يوماً، |
فلا تطرُديني.. |
إذا ما انْكَسَرتُ فتافيتَ ضوءٍ على قَدَميْكِ، |
فلا تَسْحقيني.. |
إذا ما ارْتَكَبْتُ جريمةَ حُبٍّ.. |
وضَيَّع لونُ البرونْزِ المُعَتَّقِ في كَتِفَيْكِ .. يقيني |
إذا ما تصرّفتُ مثلَ غُلامٍ شَقيٍّ |
وغَطَّسْتُ حَلْمَةَ نهداكِ بالخَمْرِ... |
لا تَضْرِبيني. |
أنا الآنَ في لَحَظات الجُنُونِ الكبيرِ |
وسوفَ تُضيعينَ فُرْصَةَ عُمْرِكِ، |
إنْ أنتِ لم تَسْتَغِلِّي جُنُوني. |
4 |
إذا ما كتبتُ على وَرَق الوردِ، |
أَنِّي أُحِبُّكِ... |
أرجوكِ أَنْ تقرأيني.. |
إذا ما رَقَدتُ كطفلٍ، بغاباتِ شَعْرِكِ، |
لا تُوقظيني. |
إذا ما حملتُ حليبَ العصافير .. مَهْرَاً |
فلا تَرْفُضيني.. |
إذا ما بعثتُ بألفِ رسالةِ حُبٍّ |
إليكِ... |
فلا تُحْرِقيها .. ولا تُحْرِقيني.. |
5 |
إذا ما رأَوكِ معي، في مقاهي المدينة يوماً، |
فلا تُنكريني.. |
فكُلُّ نِسَاء المدينة يعرفْنَ ضَعْفي أمامَ الجَمَالِ.. |
ويعرفنَ ما مصدرُ الشِعْرِ والياسمينِ.. |
فكيف التَخَفّي؟ |
وأنتِ مُصَوَّرَةٌ في مياه عُيوني. |
أنا الآنَ في لحظات الجُنُون المُضيءِ |
وسوفَ تُضِيعينَ فُرْصَةَ عُمْركِ، |
إنْ أنتِ لم تستغلِّي جُنُوني. |
6 |
إذا ما النبيذُ الفَرَنْسيُّ ، |
فَكَّ دبابيسَ شَعْرِكِ دونَ اعتذارِ |
فحاصَرَني القمحُ من كُلِّ جانبْ |
وحاصَرَني الليلُ من كُلِّ جانبْ |
وحاصَرَني البحرُ من كُلِّ جانبْ |
وأصبحتُ آكلُ مثلَ المجانينِ عُشْبَ البراري.. |
وما عدتُ أعرفُ أينَ يميني.. |
وما عدتُ أعرفُ أينَ يساري؟ |
7 |
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ، |
ألغى الفُروقَ القديمةَ بين بقائي وبين انتحاري |
فأرجوكِ ، باسْمِ جميع المجاذيبِ ، أن تَفْهَميني |
وأرجوكِ، حين يقولُ النبيذُ كلاماً عن الحُبِّ. |
فوق التوقُّع .. أن تعذُريني. |
أنا الآنَ في لحظات الجُنُونِ البَهيِّ |
وسوفَ تُضيعينَ فُرْصَةَ عُمركِ |
إنْ أنتِ لم تستغلِّي جُنوني.. |
8 |
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ، |
ألْغَى الوُجُوهَ ، |
وألْغَى الخُطُوطَ، |
وألْغَى الزوايا. |
ولم يَبْقَ بين النساءِ سواكِ. |
ولم يَبْقَ بين الرجال سوايا. |
وما عدتُ أعرفُ أين تكونُ يَدَاكِ .. |
وأينَ تكونُ يدايا.. |
وما عدتُ أعرفُ كيف أُفرِّقُ بين النبيذِ، |
وبين دِمَايا.. |
وما عدتُ أعرفُ كيف أُميِّز بين كلام يديْكِ |
وبين كلام المرايا.. |
إذا ما تناثرتُ في آخر الليل مثلَ الشظايا |
وحاصَرَني العشْقُ من كُلِّ جانبْْ |
وحاصَرَني الكُحْلُ من كُلِّ جانبْ |
وضَيَّعتُ إسْمي. |
وعُنوانَ بيتي.. |
وضيَّعْتُ أسماءَ كُلِّ المراكِبْ |
فأرجوكِ ، بعد التناثُرِ ، أن تَجْمَعيني. |
وأرجوكِ ، بعدَ انْكِساريَ ، أن تُلْصِقيني |
وأرجوكِ ، بعدَ مَمَاتيَ ، أن تَبْعَثيني |
أنا الآن في لَحَظاتِ الجنونِ الكبيرِ |
وسوف تُضِيعين فُرْصَةَ عُمْرِكِ |
إنْ أنتِ لم تَسْتَغِلِّي جُنوني. |
9 |
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ ، |
شالَ الكيمونُو عن الجَسَد الآسيويِّ |
فأطْلَعَ من عُتْمةِ النَهْد فَجْرَا |
وأطْلَعَ منهُ مَحَاراً.. |
وأطْلَعَ منه نُحاساً، وشاياً وعاجاً |
وأطْلَعَ أشياءَ أُخرى.. |
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ، |
ألغى اللُّغاتِ جميعاً. |
وحوَل كُلَ الثقافات صِفْرَا.. |
وكُلَّ الحضاراتِ صِفْرَا |
وحوَّل ثَغْرَكِ بُسْتَانَ وردٍ |
وحوَّلَ ثَغْريَ خمسين ثَغْرا.. |
إذا ما النبيذُ الفرنسيُّ أعلنَ في آخر الليلِ ، |
أنّكِ أحلى النساءْ.. |
وأرشقُهُنَّ قواماً وخَصْرَا |
وأعْلَنَ أنَّ الجميلاتِ في الكون نَثْرٌ |
ووَحْدَكِ أنتِ التي صِرْتِ شِعْرَا |
فباسْم السُكَارى جميعاً |
وباسْمِ الحَيَارى جميعاً |
وباسْمِ الذينَ يُعانونَ من لعنة الحُبِّ ، |
أرجوكِ لا تَلْعَنيني.. |
وباسْمِ الذين يعانونَ من ذَبْحةِ القلبِ، |
أرجوكِ لا تَذْبحيني.. |
أنا الآنَ في لَحَظاتِ الجُنُونِ العظيمِ |
وسوفَ تُضِيعين فُرْصَة عُمْرِكِ، |
إنْ أنتِ لم تستغلِّي جُنُوني.. |