د علاءمرتضي موسس المنتدي
عدد المساهمات : 17998 السٌّمعَة : 40 العمر : 58 الجنس :
الأوسمة :
| موضوع: الاعتصام بالله والاعتصام بحبل الله د/على جمعه السبت أغسطس 01, 2009 9:32 pm | |
| الاعتصام بالله والاعتصام بحبل الله بقلم:د. علي جمعة مفتي الجمهورية | <table cellSpacing=0 cellPadding=0 width=66 align=left border=0><tr><td align=middle></TD></TR></TABLE>قال الله تعالي( واعتصموا بحبل الله جميعا)[ آل عمران:103] وقال سبحانه واعتصموا بالله هو مولاكم)[ الحج:78] والاعتصام بالله تعالي يأتي بعد الاعتصام بحبله فدرجة الأول أعلي وأرقي من الثاني, الاعتصام بحبل الله طريق البداية, والاعتصام بالله هو درجة الإحسان, الاعتصام بحبل الله هو سلوك الطريق إلي الله للمبتدئين والاعتصام بالله هو غاية التحقيق للمنتهين, الاعتصام بحبل الله هو منهج الحياة والاعتصام بالله هو غاية العبد ومنتهاه, الاعتصام بالله سبحانه وتعالي يأتي بعدما تنتهي من الاعتصام بحبله, فالاعتصام بحبل الله هو اتخاذ الوسائل واستعمال الأسباب كما أمر الله والاعتصام بالله هو استنجاح المقاصد من الله والاعتماد في حصول النتائج علي الله.
وحبل الله كما ورد عن عبدالله بن عباس وابن زيد ومقاتل وابن قتيبة رضي الله عنهم قالوا: دين الله وقالوا: القرآن, وقد وصف النبي صلي الله عليه وآله وسلم القرآن الكريم بأنه حبل الله في كثير من الأحاديث منها قوله: إن هذا القرآن مأدبة الله فأقبلوا من مأدبته مااستطعتم إن هذا القرآن حبل الله والنور المبين والشفاء النافع عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن تبعه لايزيغ فيستعتب ولايعوج فيقوم ولا تنقضي عجائبه ولا يخلق من كثرة الرد رواه ابن أبي شيبة في المصنف والحاكم في المستدرك(741/1) برقم(2040) عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه وقال صحيح الاسناد فهذه صفة من صفات القرآن أنه حبل الله المتين واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم علي شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون ولتكن منكم أمة يدعون الي الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)[ آل عمران: الآيتان103 ـ104].
والاعتصام بحبل الله يكون في كل المستويات وعلي جميع الأصعدة نتشارك فيه جميعا وذلك بالإيمان والعمل بامتثال الأوامر وترك النواهي بأن يكون القرآن هو منهج الحياة الذي نسير عليه جميعا بأن يكون هو المعيار وهو الآمر الناهي وهو الذي نخضع لأحكامه مهما تكن وهو الذي بيننا وبين العالمين هو الذي رضيناه حكما بيننا( فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مماقضيت ويسلموا تسليما)[ النساء:65] ليس فيها درجات ولذلك جاء الأمر الإلهي للجميع بقوله واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا).
أما عند الأمر بالاعتصام بالله فالأمر يختلف فإنه سبحانه وتعالي يقول في أول الآية وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وماجعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء علي الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولي ونعم النصير)[ الحج:78] فقدم قبل الأمر بالاعتصام بالله الأمر بالإسلام والإيمان والعمل فقال( وجاهدوا)( فأقيموا الصلاة)( وآتوا الزكاة) وكذلك دائما فلابد من العمل وهذا هو الاعتصام بحبل الله فحبل الله: الأوامر والنواهي, والدين هو حبل الله, والقرآن حبل الله المتين,
ثم قال واعتصموا بالله) فالأول: الاعتصام بحبل الله والثاني الاعتصام بالله ولذلك عبر في آية آل عمران بكلمة جميعا عندما ذكر حبل الله فلابد للكل أن يعتصموا به التزاما بالإيمان بالله والجماعة وعدم التفرق والدعوة الي الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر علي كل المستويات لكن لم يقل هنا( جميعا) لأن هؤلاء أهل درجة الإحسان العليا الذين قال الله فيهم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين)[ الواقعة:13 ـ14] فهذا القرآن من عند الله لا يستطيع أحد أن يؤلفه أو شيئا منه ولو امتدت به الأزمان والأحقاب لأنه مازال الي اليوم يفتح مغاليقه,( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق)[ فصلت:53]
والاعتصام بالله: هو الترقي عن كل موهوم والتخلص من كل تردد: لأنه لا حول ولاقوة إلا بالله وهذا العالم بأجمعه وتفصيله عالم لا حول فيه ولا قوة لأنه عالم حادث مخلوق ولأنه عالم فإنه غير باق ولأنه عالم محتاج إلي غيره ولأنه له بداية وله نهاية ولأنه ليس مقصودا لذاته إذا وضعنا هذا في مقابلة الله الباقي القدير الأول الآخر الظاهر الباطن الذي هو بكل شيء عليم وعلي كل شيء قدير فأين الموهوم وأين الحقيقة؟ الحقيقة الثابتة: الله, وأما الموهوم فهو هذا الذي نظن ولا نعرف الغيب فيه, ولا نقدر علي أمر أنفسنا ولا ندري كيف ننام ولا كيف نقوم, فما هذا؟ موهوم, فإذا ترقيت من الموهوم الي الحقيقي فقد بدأ نور المعرفة يصل الي قلبك وأصل طريق الله المعرفة.
هناك من يقول: أصل طريق الله المحبة, وعندنا المحبة وسيلة وعمل من الأعمال نعمله لنصل الي المعرفة, فالمعرفة بالله هي الكنز الكبير والمعرفة هي أساس الصلاة والصوم والزكاة, الحقيقة هي الله تعالي الذي من أجله نصلي ومن أجله نحب ومن أجله نكره ومن أجله تكون أعمالنا كلها. والذي في قلبه شك لا يصل إلي المعرفة, الذي في قلبه شك لم يعتصم بالله, لأن العصمة معناها الحماية و(اعتصم) يعني( احتم) ومن احتمي بالله تحصن أي: أصبح في حصن وملاذ ومأمن. |
| |
|
magda عضو ماسي
عدد المساهمات : 640 السٌّمعَة : 1 الجنس :
الأوسمة :
| موضوع: رد: الاعتصام بالله والاعتصام بحبل الله د/على جمعه الأربعاء أكتوبر 05, 2011 8:54 am | |
| موضوع رائع
بارك الله فيك
الى مزيد العطاء | |
|