يعود
المنتخب الوطني لكرة القدم فجر اليوم إلي القاهرة قادما من جورجيا التي
واجه منتخبها في مباراة ودية دولية استعدادا لاستكمال مبارياته في التصفيات
الإفريقية المؤهلة لكأس العالم,
وعقب العودة من تبليسي العاصمة الجورجية سيعقد الجهاز الفني للمنتخب
بقيادة الأمريكي بوب برادلي المدير الفني اجتماعا مع مسئولي اتحاد الكرة
لوضع النقاط علي الحروف فيما يتعلق بمستقبل المنتخب في الفترة المقبلة,
خاصة في ظل استمرار عدم حسم مصير بطولة الدوري علي الرغم من التقدم الذي
شهدته قضية استئناف النشاط الكروي بالاتفاق الأخير بين وزيري الرياضة
والداخلية علي عودة الحياة للملاعب من جديد, وسيتطرق الاجتماع إليمصير
برنامج إعداد المنتخب في ظل تلقي العديد من العروض أبرزها عرض الشركة
الراعية للاتحاد بتنظيم دورة دولية في أبوظبي بمشاركة منتخبات كوت ديفوار
وغانا وبوركينا فاسو في الفترة من8 إلي16 يناير المقبل, وهي الدورة التي
تجد قبولا من جانب الجهاز الفني نظرا لأنه تأتي قبل أيام علي مشاركة الفرق
الثلاثة في كأس الأمم الإفريقية وبالتالي فإنها ستتوجه لأبوظبي بكامل
محترفيها
كما من المنتظر أن يحسم الاجتماع قضايا جانبية أخري منها, أزمة ملابس
المنتخب والمكافآت المتأخرة للاعبين عن بعض المباريات التي شاركوا فيها,
خاصة أن اللاعبين المحترفين يقومون بدفع قيمة تذاكر السفر عند استدعائهم
لمعسكرات المنتخب علي أن يقوموا باستردادها فيما بعد من خزينة الاتحاد وهو
ما لم يحدث حتي الآن. وبعيدا عن هذه القضية, فقد أصابت مباراة جورجيا من
تابعها بصدمة كبيرة بعدما فشل المنتخب الوطني في تقديم العرض المنتظر علي
الرغم من تواضع مستوي المنافس.. ويمكن القول أن هناك عدد من الملاحظات في
مباراة مصر وجورجيا تستحق التوقف عندها وهي:
أولا: نجح بوب برادلي في الوفاء بوعده الذي قطعه علي نفسه قبل السفر
لجورجيا بساعات في إيجاد أفضل طريقة للاستفادة من مهارات الفتي الأسمر
شيكابالا, وذلك عبر توظيفه مع الثنائي محمد صلاح وأحمد تمساح.. فقد بدأ
شيكابالا المباراة في الجبهة اليمني تاركا صلاح ليشاغب مدافعي جورجيا علي
قوس منطقة الجزاء, لكن عند امتلاك شيكابالا الكرة يقوم بمفاجأة الدفاع
الجورجي بالدخول لوسط الملعب ليتحول لصانع ألعاب, في الوقت الذي يقوم تمساح
بالرجوع للخلف تاركا المجال لصلاح لاختراق الدفاع, وبهذا فشل المنتخب
الوطني بما يملكه من مهارات في التغلب علي عضلات مصارعي جورجيا.
ثانيا: ارتكب المنتخب خطأين أديا لضياع كل محاولات اختراق الدفاع الجورجي,
الأول هو أن الفريق افتقد وجود رأس الحربة الصريح الذي يمكنه أن يترجم
الفرص لأهداف, ولعل هذه المباراة تجعل براداي يعيد التفكير في طريقته
المفضلة التي تقوم علي امتلاك الكرة ومحاصرته في منطقة جزائه واختراق
دفاعاته بإرباكه بأكبر عدد ممكن من التمريرات, خاصة أنه ثبت أن اللاعبين
يصابون بالملل في حالة تأخر إحراز الأهداف وهو ما حدث في مبارتي إفريقيا
الوسطي التي أخرجت المنتخب من سباق التأهل لكأس الأمم الافريقية وتكرر أمس
الأول أمام جورجيا بلجوء صلاح وشيكابالا للتسديد من خارج منطقة الجزاء. أما
الخطأ الثاني فتمثل في عدم قيام ثلاثي الوسط حسني عبدربه وإبراهيم صلاح
ومحمد النني بأي واجب هجومي لمعاونة شيكا وصلاح وتمساح.
وأعاد الدفاع المصري تكرار الأخطاء التي ارتكبها في مباراتي الكونغو وتونس
من عدم إحكام الرقابة علي المهاجمين وعدم الالتزام بالتغطية, إضافة للبطء
الشديد في التفكير والتصرف في الكرة, إضافة لعدم الجدية في التعامل مع
الهجمات.