جينات تساعد على جعل السرطان قاتلا

عندما لا يعود من الممكن التحكم في تكاثر الخلايا السرطانية، تقوم بتدمير الأنسجة السليمة حولها. وفي يوليو الماضي تعاون أخصائيو العلوم الحيوية في جامعة لندن وجامعة ولاية فلوريدا لاستكشاف تفصيلة محورية حول «كيف تتم تلك العملية»؟ عزل الباحثون جينًا جديدًا سموه «ماجونج» (Mahgong)، يحدد ما إذا كانت الخلايا السرطانية سوف تكون لها اليد العليا أم لا.

كان الباحثون قد بدأوا بدراسة جين يسمى «إل جي إل» ( Lgl) «Lethal giant larvae» (Lgl). جين اليرقات العملاقة القاتلة)، يقوم عادة بتثبيط نمو الأورام، لكن أنواعًا متحورة منه تسمح للخلايا السرطانية بنمو غير محدود. لفهم تلك العملية، قامت مجموعة جامعة فلوريدا بهندسة ذبابة الفاكهة بحيث تنتج خليطًا من الخلايا، بحيث يكون بعضها محملا بجينات «إل جي إل» الطبيعية، وبعضها الآخر بالنسخة المتحورة. لكن في الواقع فشلت الخلايا التي تحمل الجين المتحور أمام الخلايا الطبيعية في كل مرة.

كان من الواضح، أن جين «إل جي إل» المتحور تكون له خطورة فقط عندما يتلقى نوعًا من الدعم. وقد استطاع الفريق البريطاني عزل ذلك الداعم: جين «ماجونج». ينتج هذا الجين بروتينًا يتفاعل مع «إل جي إل» بطريقة ليست مفهومة بعد وفقًا ليوشيرو تاموري Yoichiro Tamori أحد الباحثين في ولاية فلوريدا. عندما رفع باحثو فلوريدا نسبة تركيز بروتين ماجونج بدأت الخلايا المتحورة في الانتصار.

وقد حصل الباحثون في لندن على النتيجة نفسها في تجربة مماثلة، مستخدمين خلايا من كلى الثدييات تظهر فيها كل من الخلايا السليمة والمتحورة، تتنافسان ضد بعضهما البعض. «فى المراحل المبكرة بشكل خاص، يمكن للخلايا الطبيعية أن تقتل السرطان» يقول عالم الأحياء ياسويوكي فوجيتا Yasuyuki Fujita رئيس فريق البحث البريطاني إن فهم التحالف القاتل بين جين «إل جي إل» وجينات «ماجونج» يمكن أن يفتح الباب لمرحلة جديدة من علاجات السرطان