ابوعلى عضو ممتاز
عدد المساهمات : 378 السٌّمعَة : 0 الأوسمة :
| موضوع: من روائع الشعر(انتحار الطلبه) احمد شوقى الجمعة سبتمبر 16, 2011 5:56 pm | |
| أَبا الهَولِ طالَ عَلَيكَ العُصُر ... وَبُلِّغتَ في الأَرضِ أَقصى العُمُر فَيالِدَةَ الدَهرِ لا الدَهرُ شَبَّ .... وَلا أَنتَ جاوَزتَ حَدَّ الصِغَر إِلامَ رُكوبُكَ مَتنَ الرِمالِ ... لِطَيِّ الأَصيلِ وَجَوبِ السَحَر تُسافِرُ مُنتَقِلاً في القُرونِ ... فَأَيّانَ تُلقي غُبارَ السَفَر أَبَينَكَ عَهدٌ وَبَينَ الجِبالِ ... تَزولانِ في المَوعِدِ المُنتَظَر أَبا الهَولِ ماذا وَراءَ البَقاءِ .... إِذا ما تَطاوَلَ غَيرُ الضَجَر عَجِبتُ لِلُقمانَ في حِرصِهِ ... عَلى لُبَدٍ وَالنُسورِ الأُخَر وَشَكوى لَبيدٍ لِطولِ الحَياةِ .... وَلَو لَم تَطُل لَتَشَكّى القِصَر وَلَو وُجِدَت فيكَ يا بنَ الصَفاةِ .... لَحَقتَ بِصانِعِكَ المُقتَدِر فَإِنَّ الحَياةَ تَفُلُّ الحَديدَ .... إِذا لَبِسَتهُ وَتُبلى الحَجَر أَبا الهَولِ ما أَنتَ في المُعضِلاتِ .... لَقَد ضَلَّتِ السُبلَ فيكَ الفِكَر تَحَيَّرَتِ البَدوُ ماذا تَكونُ .... وَضَلَّت بِوادي الظُنونِ الحَضَر فَكُنتَ لَهُم صورَةَ العُنفُوانُ .... وَكُنتَ مِثالَ الحِجى وَالبَصَر وَسِرُّكَ في حُجبِهِ كُلَّما .... أَطَلَّت عَلَيهِ الظُنونُ اِستَتَر وَما راعَهُم غَيرُ رَأسِ الرِجالِ ... عَلى هَيكَلٍ مِن ذَواتِ الظُفُر وَلَو صُوِّروا مِن نَواحي الطِباعِ .... تَوالَوا عَلَيكَ سِباغَ الصُوَر فَيا رُبَّ وَجهٍ كَصافي النَميرِ ... تَشابَهَ حامِلُهُ وَالنَمِر أَبا الهَولِ وَيحَكَ لا يُستَقَلُّ ... مَعَ الدَهرِ شَيءٌ وَلا يُحتَقَر تَهَزَّأتَ دَهراً بِديكِ الصَباحِ .... فَنَقَّرَ عَينَيكَ فيما نَقَر أَسالَ البَياضَ وَسَلَّ السَوادَ .... وَأَوغَلَ مِنقارُهُ في الحُفَر فَعُدتَ كَأَنَّكَ ذو المَحبِسَينِ ... قَطيعَ القِيامِ سَليبَ البَصَر كَأَنَّ الرِمالَ عَلى جانِبَيكَ ... وَبَينَ يَدَيكَ ذُنوبُ البَشَر كَأَنَّكَ فيها لِواءُ الفَضاءِ .... عَلى الأَرضِ أَو دَيدَبانُ القَدَر كَأَنَّكَ صاحِبُ رَملٍ يَرى .... خَبايا الغُيوبِ خِلالَ السَطَر أَبا الهَولِ أَنتَ نَديمُ الزَمانِ .... نَجِيُّ الأَوانِ سَميرُ العُصُر بَسَطتَ ذِراعَيكَ مِن آدَمٍ .... وَوَلَّيتَ وَجهَكَ شَطرَ الزُمَر تُطِلُّ عَلى عالَمٍ يَستَهِلُّ .... وَتوفي عَلى عالَمٍ يُحتَضَر فَعَينٌ إِلى مَن بَدا لِلوُجودِ .... وَأُخرى مُشَيِّعَةٌ مِن غَبَر فَحَدِّث فَقَد يُهتَدى بِالحَديثِ .... وَخَبِّر فَقَد يُؤتَسى بِالخَبَر أَلَم تَبلُ فِرعَونَ في عِزِّهِ .... إِلى الشَمسِ مُعتَزِياً وَالقَمَر ظَليلَ الحَضارَةِ في الأَوَّلينَ .... رَفيعَ البِناءِ جَليلَ الأَثَر يُؤَسِّسُ في الأَرضِ لِلغابِرينَ .... وَيَغرِسُ لِلآخَرينَ الثَمَر وَراعَكَ ما راعَ مِن خَيلِ قَمبي .... زَ تَرمي سَنابِكَها بِالشَرَر جَوارِفُ بِالنارِ تَغزو البِلادَ .... وَآوِنَةً بِالقَنا المُشتَجِر وَأَبصَرتَ إِسكَندَراً في المَلا.... قَشيبَ العُلا في الشَبابِ النَضِر تَبَلَّجَ في مِصرَ إِكليلُهُ .... فَلَم يَعدُ في المُلكِ عُمرَ الزَهَر وَشاهَدتَ قَيصَرَ كَيفَ اِستَبَدَّ .... وَكَيفَ أَذَلَّ بِمِصرَ القَصَر وَكَيفَ تَجَبَّرَ أَعوانُهُ .... وَساقوا الخَلائِقَ سَوقَ الحُمُر وَكَيفَ اِبتُلوا بِقَليلِ العَديدِ مِنَ الفاتِحينَ كَريمِ النَفَر رَمى تاجَ قَيصَرَ رَميَ الزُجاجِ ... وَفَلَّ الجُموعَ وَثَلَّ السُرَر فَدَع كُلَّ طاغِيَةٍ لِلزَمانِ ... فَإِنَّ الزَمانَ يُقيمُ الصَعَر
| |
|