[center]
كانت ذكرياتي الرمضانية في عهد الشباب نابضة بالعمل الدعوي والحركة المبكرة مساهمة في خدمة الإسلام.
فقد بدأت مرحلة التعليم بالمرحلة الابتدائية بمعهد الزقازيق الديني, وكنا آنئذ لانقبل بالمرحلة الابتدائية بالمعهد إلا بعد اجتيازنا بنجاح في حفظ القرآن الكريم ومن أهم ذكرياتي في هذه المرحلة أن أول خطبة جمعة في حياتي أديتها ارتجالا كانت في شهر رمضان وكنت يومها في السنة الأولي الابتدائي وكانت المرحلة الابتدائية توازي المرحلة الاعدادية اليوم وكان عمري آنئذ احدي عشرة سنة وجاء إلي بلدتنا عمدة القرية المجاورة وطلب من فضيلة الشيخ محمد أبو هاشم ـ رحمه الله ـ أن يؤدي خطبة الجمعة الأولي من شهر رمضان في بلدهم, فقال له:
إنني لا أستطيع أن أبرح الساحة الهاشمية في يوم الجمعة, ولكني أرشح لك من يؤدي هذه الخطبة وهو أحد الشباب, فكنت أنا الذي طلب مني أن أذهب معه, وكانت أول تجربة في حياتي لأداء أول خطبة جمعة ومازلت أتذكر موضوعها وهو عن التوبة ويومها اصطحبت معي أحد الشباب من زملائي وقلت له إن نسيت ركنا من أركان الخطبة فذكرني ولاحرج, وكان فضل الله علي عظيما حيث أديت أول خطبة بتوفيق من الله ورغب المصلون في هذه القرية وتسمي بقرية الأربعين أن أصلي بهم مرات ومرات.
ومن هذه الذكريات في هذه المرحلة أننا كنا حريصين علي حضور الندوات الدينية في شهر رمضان والتي كان يدعي إليها كبار العلماء والدعاة الذين يأتون من القاهرة ومن شدة إعجاب شيوخنا بنا ونحن شباب ومن تشجيعهم أنهم كانوا يجعلون لأمثالي بعض المشاركات في بعض الندوات والمحاضرات.
وفي المرحلة الابتدائية ألفت أول كتاب لي وهو عبارة عن قصة عنوانها:نهاية أمل, ثم ألفت في المرحلة الثانوية مسرحية شعرية مقتبسة من القرآن الكريم وعنوانها: أصحاب الجنة ومن الطريف أن هذه المسرحية أذيعت في احدي إذاعات الدول العربية, في إذاعة نداء الإسلام بمكة المكرمة.
وفي المرحلة الثانوية بمعهد الزقازيق الديني جري إنتخاب بين المدارس والمعاهد لاختيار من يكون عضوا عن المحافظة ــ محافظة الشرقية ــ في المؤتمر الوطني للقوي الشعبية, فاختارني أبناء المحافظة, وقدمت في هذا المؤتمر بعض المطالب, وكان هذا المؤتمر في عهد الرئيس جمال عبدالناصر ـ رحمه الله تعالي.
طالبت في هذا المؤتمر بأن يحق الطلاب الأزهر التقدم لنيل شهاداته من الخارج, وطالبت بأن يكون لجامعة الأزهر مثل ما للجامعات الأخري من حقوق وأن تعود المكافآت المالية التي كانت تصرف في شكل جراية من قبل حيث إن مساعدات طلاب الأزهر والتعليم الأزهري كانت لها أوقاف خيرية لدي الدولة من قديم.. وطالبت بمطالب كثيرة تحقق الكثير منها والحمد لله.
> وبعد حصولي علي الشهادة الثانوية الأزهرية التحقت بكلية أصول الدين وكان مجموعي يتيح لي أن ألتحق بأي كلية ولكن رغبة والدي ـ رحمه الله ـ كانت تؤكد لي أنه نذرني للأزهر ووهبني لخدمة الكتاب والسنة, واستقبلني بعض طلاب الكلية وطلبوا مني أن أسجل مشاعري عندما دخلت هذه الكلية, فكتبت بعض أبيات شعرية قلت فيها:
لما دخلتك يا أصول الدين.... قد زاد حبي واطمأن يقيني
ورأيت فيك مشاهدا دفاقة.... بالخير من حين هناك لحين
فعميدنا الورع التقي وصاحب القلب النقي رعا أصول الدين
لم يأل جهدا إنه حفز النهي وبنوره وصلاحه يهديني
يارب قد يممت وجهي شطركم.... وكفي بهذا يا أجل معين
إن التصوف مذهبي ورياضتي.... وإذا مرضت فخالقي يشفيني
كلية الإسلام أنت منارة.... سيما الهدي يبدو بكل جبين
ضمي إليك الوافدين فإنهم.... قد شاقهم لدناك ألف حنين
قرآننا يرعاك حق رعاية.... ياخير حصن للصلاح حصين
ومن شيوخي الذين درسوا لي في كلية أصول الدين: فضيلة أ.دعبدالحليم محمود, وفضيلة أ.د محمد بن فتح الله بدران, وفضيلة أ.د احمدين, وفضيلة أ.د السماحي, وغيرهم...
وكان الامام عبدالحليم محمود يوجهنا إلي أداء المحاضرات لتعود الطلاب علي إلقاء المحاضرات ويجعل أحدنا يعد محاضرة يدرسها أمامه ويعطي بعدها ملحوظات علي محاضرة الطالب فبني فينا قوة الارادة ومواجهة الجماهير وخدمة الدعوة.
> وكان شيخنا أ.د بدران يصحبني وبعض أبنائه في محاضرات داخل القاهرة وخارجها لألقي بعض القصائد الدينية, وكانت أولي مساهماتي في التليفزيون المصري وأنا طالب في كلية أصول الدين وكان الحديث الديني للدكتور بدران وكان لي في هذا اللقاء الأول بالتليفزيون قصيدة شعرية دينية وكان هذا في شهر رمضان في برنامج نور علي نور الذي كان يقدمه الاعلامي الكبير الاستاذ أحمد فراج ـ رحمه الله, وقلت في هذه القصيدة التي أذاعها التليفزيون لي لأول مرة:
ياصائم الشهر الحبيب نعمت وارتاحت رؤاك
أخراك قد عمرتها.. واليوم قد عمرت دناك
ومن أجمل ذكرياتي في شهر رمضان وأنا في السنة الرابعة في كلية أصول الدين: أنني رأيت رؤيا في المنام فرحت بها حيث رأيت رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ يطوف في البيت عند باب الكعبة وأنا أسير خلفه في الطواف, فسألت والدي ـ رحمه الله ـ عن تعبير الرؤيا فقال لي سيوفقك الله لتسير علي الهدي النبوي وستنجح إن شاء الله, فما مر أسبوع إلا وبعث لي رئيس جامعة الأزهر وقال لي لقد تم اختيار طالب عن كل جامعة ليؤدي فريضة الحج هذا العام ووقع الاختيار عليك فكانت فرحتي بهذا النبأ لاحدود لها. وكانت أول مرة أؤدي فيها فريضة الحج.
وأداء الحج في الشباب من أمتع وأروع مايكون لأن الانسان يستطيع أن يؤدي المناسك علي اكمل وجه ويري ويزور من الآثار الاسلامية مالايستطيع القيام به إلا الشباب فقد صعدت جبل حراء ونزلت في الغار الذي نزل الوحي فيه علي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم.
>> وفي هذه المرحلة كنت أنشر بعض قصائدي في مجلة:منبر الاسلام وأنا طالب بالكلية فوقع في يدي كتاب النصوص المقرر علي طلاب الفرقة الثالثة الإعدادية ففوجئت بقصيدة لي كنت قد نشرتها في مجلة منبر الاسلام وهي ضمن النصوص المقررة علي الطلاب وعنوانها:
شعار الوحدة وكتبوا أنها قصيدة للشاعر أحمد عمر هاشم شاعر معاصر تنشر قصائده في مجلة منبر الاسلام فأكبرت في وزارة التربية والتعليم هذا الاختيار حيث لايعني الذي اختار القصيدة شهرة صاحبها أو منصبه بل جودة العمل الأدبي وياليت كل المسئولين علي هذا المستوي الذي ينشد الكل فيه الإجادة والجدارة!!
[
center]