اختلفت مظاهر رمضان على مر العصور، فكان لكل عصر سمات وعادات ومظاهر خاصة به،منها ما استمر وبقي ومنها ما اندثر وأصبح في طي النسيان..
وعن المظاهر والاستعدادات لاستقبال شهر رمضان التي تتم في مصر أيام زمان: فإن العادة التي كانت جارية منالأيام الأفضلية في آخر جمادى الآخرة من كل سنة أن تغلق جميع قاعات الخمّارينبالقاهرة، ويحظر بيع الخمر، ثم رأى الوزير المأمون لما ولي الوزارة بعد الأفضل ابنأمير الجيوش أن يكون ذلك في سائر الدولة؛ فكتب به أمرًا إلى جميع ولاة الأعمال بأنينادي على الناس أن من تعرض لبيع شيء من المسكرات أو شرائها سرًّا أو جهرًا فقد عرضنفسه لتلفها وبرئت الذمة من هلاكها.
كما أنه في عام 155هـ خرج أول قاضي لرؤية هلال رمضان وهو القاضيأبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة الذي ولي قضاء مصر، وخرج لنظر الهلال، وتبعه بعدذلك القضاة لرؤيته؛ حيث كانت تُعَدُّ لهم دكّة على سفح جبل المقطم عرفت بـ " دكةالقضاة"، يخرج إليها لنظر الأهلة، فلما كان العصر الفاطمي بنى قائدهم بدر الجماليمسجداً له على سفح المقطم اتخذت مئذنته مرصدًا لرؤية هلال رمضان.