اخر ليالى رجال مبارك فى طره

عاش قيادات الحزب الوطنى الذين حصلوا على البراءة فى قضية
موقعة الجمل، ليلة مختلفة، الأربعاء، عن الـ397 ليلة التى قضوها خلف أسوار
سجن مزرعة طرة.

المشهد الأول، داخل محكمة الجنايات فى التجمع الخامس، تعالت
الصيحات بالفرح والتهليل بالحمد، وانطلقت صيحات الله أكبر، وأصوات زغاريد
تدوى فى أركان القاعة بعدها أودع المبرأون حجز المحكمة، حيث ظل رجب حميدة،
عضو مجلس الشعب سابقاً، يردد الله أكبر، ويؤكد أنه كان واثقاً من أن الله
سينجيه من محنته، بينما لم يستطع المحامى سعيد عبدالخالق أن يمنع نفسه «من
النقر» على أسياخ الحجز فرحاً بالحكم، فيما راح إيهاب العمدة يداعب محمد
عودة.

المشهد الثانى، سيارة الترحيلات فى طريقها إلى سجن مزرعة طرة،
تبادل التهانى لا ينقطع من قوة التأمين، البعض قال إن هذه آخر مرة سنركب
فيها هذه السيارة، وآخرون قالوا إنهم واثقون من عودتهم إليها فى قضايا أخرى.

وبدت الفرحة كبيرة على وجه الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس
الشعب السابق، لكنه قال منفعلاً إنه لن يسامح من ظلمه ولوث تاريخه واسمه
باتهامه بجريمة لا يمكن أن يرتكبها، فطالبه «حميدة» بالتركيز فى الفرحة
وشكر الله.

المشهد الثالث، على باب سجن طرة، حيث كان فى استقبالهم قيادات
المنطقة وسيارات التأمين، وتعالت صيحات الفرح والتهليل وتوقفت السيارة
لوقت قصير على البوابة، ولم يتمكن بعض رموز النظام السابق فى السجن من
التوجه إلى عنابر الحاصلين على البراءة بسبب وصولهم بعد موعد إغلاق
العنابر، حسب قوانين ولوائح السجون.

المشهد الرابع، على باب العنابر، بادر صفوت الشريف، رئيس مجلس
الشورى السابق، بالحديث إلى سرور، قائلا: «مبروك يا دكتور فتحى، وعقبال
لما نخلص من الباقى»، فردّ عليه سرور واثقا: «أكيد هيحصل».

المشهد الخامس، قيادات من السجن يقدمون التهانى إلى «الشريف
وسرور ومجاور وحميدة، الذى ينادونه بالشيخ رجب»، وقبل أن يطلبوا منهم
الدخول إلى العنابر لإغلاقها عليهم لآخر مرة، تحدث المحامى سعيد عبدالخالق،
وطالب الضباط بالإسراع فى إجراءات الإفراج.

المشهد السادس، داخل العنابر، بدأ كل منهم يلملم متعلقاته
الشخصية ويضعها فى حقيبته، وترك عدد منهم أدوات ومتعلقات كهدية منه للحراس،
واختلف الوضع بين من ظل يدندن بأغان «شبابية» وآخرين رددوا أدعية وأغانى
قديمة.

وقالت مصادر أمنية إن كبر سن الرموز لم يمكنهم من الاحتفال
بالرقص أو القرع على الأبواب والغرف كما يحدث فى الأحوال الأخرى، وأنهم
اهتموا فقط بضرورة إنهاء إجراءات الإفراج عنهم فى أسرع وقت، وأن خبر
البراءة وصل إلى كل رموز النظام السابق بمن فيهم علاء وجمال مبارك، نجلا
الرئيس السابق، وأنهما فرحا كثيراً، دون أن يتمكنا من الذهاب للتهنئة، فيما
لم يبد «مبارك» أى رد فعل على الخبر