ماذا يحدث في الأهلي؟

بقي الأهلي فرس رهان مهماً في السباق الدائم نحو ألقاب الكرة السعودية، لكنه بدأ في الفترة الأخيرة يتخلى عن صهيله الضاري ويتراجع إلى مواقع لا تليق بتاريخه، ولا تتلاءم مع اسمه، ولا تتوافق مع الرقي الذي طالما اقترن به.
كان الأهلي جواداً سابقاً في البطولات يناطح الهلال والاتحاد، لكنه بدا أخيراً وكأنه يشيخ، فتراجع إلى مواقع لا تليق، ففي وقت يرمح فيه الاتحاد قارياً بالغاً نهائي دوري الأبطال الآسيوي دون خسارة، ومحققاً 12 نقطة من 12 ممكنة في دوري زين السعودي، وفي وقت يثب فيه الهلال في دوري زين مبتعداً عن مطارديه، محافظاً على سجله خالياً من الهزيمة، ومتخماً شباك منافسيه برباعيات وخماسيات، ينكفىء الأهلي على جراحه ويعجز عن الخروج ولو بنقطة أمام نجران، ويحصل عليها بالكاد أمام الوحدة.
وحينما تؤكد نظرة عابرة إلى جدول ترتيب فرق الدوري أن الفتح الذي يشارك لأول مرة في تاريخه في دوري الأضواء يظهر في مركز سابق للأهلي بتجربته العريضة وميزانيته المعقولة، بل والقياسية بالنسبة لتاريخه، فحينها يحق لنا أن نتساءل.. ما الذي يحدث في الأهلي؟.
وفي الأهلي هناك الأمير خالد بن عبدالله الذي تتلهف كل الأندية على عقلية بمستواه، وفي الأهلي هناك الأمير فهد بن خالد المتخم حماسة وشغفاً وحرصاً على تحقيق نقلة مهمة في مشوار كرة الأهلي، وفي الأهلي هناك غرم العمري الذي صقلته تجارب الاحتراف ومشوار طويل من التعاطي الإداري، وفي الأهلي هناك الدكتور خالد بدرة بتجربته الثرية، وهناك رجال يمتلكون من الخبرات ما يكفي لانتشال حتى الفرق فاقدة الهوية والتاريخ، ويكفي أن نذكر منهم عبدالرزاق أبو داود وطارق كيال ووجدي الطويل وغيرهم وغيرهم، فكيف إذا كان الحال مع فريق له تقاليده وحضوره وجمهوره المتطلع دوماً للقمة.
في الأهلي شيء خطأ، لن أفتي فيه وأدعي أنني أعرفه، فأهل مكة أدرى بشعابها، لكن ما يحدث للفريق يستحق توقفاً ومعالجة، فحرام أن تتحول جماهير الراقي لممارسة التراشق مع جماهير بقية الأندية، ومحزن أن تخرج هذه الجماهير دامعة غاضبة بعدما كانت تقيم كرنفالات الفرح، ومؤسف أن يكتفي المشجعون الأهلاويون العاقلون بكلمة واحدة للتعليق على مباريات فريقهم، وهي كلمة تقول "فشلتونا