مصر تشارك في تجربتين ضمن مشاريع نشأة الكون

[center]
يعد المصادم الهايدروني سيرن أحد أهم المشروعات الأوروبية والدولية للكشف عن نشأة الكون‏,‏ وخلال السنوات الأخيرة بادرت عدة دول ومنها مصر للمشاركة في المشروعات البحثية المتعددة‏,‏ والتي قد تفسر لنا الكثير من الأسئلة التي مازلنا نعجز عن الإجابة عنها إلي الآن‏.‏

ويقول الدكتور عبدالناصر توفيق مدير المركز المصري للفيزياء النظرية إن المصادم الهايدروني الكبير تجري به أكثر من‏7‏ تجارب‏,‏ وتشارك مصر في اثنين منها هي تجربة سي إم إس لدراسة العديد من الظواهر الفيزيائية خارج النطاق الثابت‏,‏ ويمثل مصر في هذه التجربة فريق بحثي برئاسة فيها الدكتور شعبان سعيد خليل رئيس قسم العلوم الأساسية ومدير مركز الفيزياء النظرية بالجامعة البريطانية وبدعم من أكاديمية البحث العلمي ووزارة التعليم العالي‏.‏
أما المشاركة المصرية الثانية‏,‏ كما يوضح الدكتور عبدالناصر توفيق فهي من قبل المركز المصري للفيزياء النظرية‏,‏ وتتم في تجربة أليس المخصصة لتصادمات الأنوية الثقيلة وهي التصادمات هي المعنية بتوضيح العديد من الجوانب التي تخص بداية خلق الكون‏,‏ فيما أصبح يعرف بالخواص الفيزيائية لبلازما الكواركات والجولونات‏..‏ هذه البلازما مثلت حقبة مهمة من حقب الكون الوليد‏,‏ ولعلها الحقبة الأقدم التي يمكننا الآن دراستها معمليا في هذا المصادم‏.‏ وللعلم لدينا في مصر خبرات كبيرة في هذا النوع من التجارب العلمية‏,‏ ولهذا سيكون الدور المصري فيها مميزا جدا‏.‏
ويضيف الدكتور عبدالناصر توفيق إنه فيما يتعلق بالمشاكل التي تعاني منها المجموعة المصرية المنضمة إلي تجربة سي إم إس‏,‏ وذكر منها الحاجة إلي توفير مبلغ‏100‏ ألف جنية سنويا‏..‏ كل هذه المشاكل تم تفاديها في مفاوضات المركز المصري للفيزياء النظرية مع المركز الأوروبي للأبحاث النووية والتي تعود إلي بداية عام‏2009,‏ حيث تم التطرق في محاور التفاوض إلي هذه الموضوعات المعلومة للجميع‏,‏ وعلي رأسهم أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا ورئيسها السابق الدكتور طارق حسين والحالي الدكتور ماجد الشربيني‏,‏ إذ يطلب الجانب الأوروبي توفير أجهزة حاسوبية خاصة تستخدم بتكنولوجيا الـ‏GRID.‏ وقد تمكن المركز أخيرا من التوصل إلي أسرار هذه التكنولوجيا‏.‏ وأصبح لدينا الآن أول شبكة حاسوبية من هذا النوع مسجلة ومرخص لها‏,‏ وهي الآن العضو المصري النشط ضمن الشبكة الأوروبية المتوسطية‏,‏ وسيسافر المسئول عن هذا الجانب الحاسوبي إلي سيرن خلال هذا الأسبوع لوضع اللمسات الأخيرة‏..‏ وفي المقابل تمكنا بحمد الله من إقناع الجانب الأوروبي بأن يصبح المركز المصري للفيزياء النظرية ومن يمثلهم في مصر أعضاء كاملي العضوية في تجربة أليس‏,‏ وألا ندفع في مقابل هذه العضوية أية مبالغ سنوية أو غير سنوية‏..‏ كل هذه المجهودات بما فيها من مصاعب تفاوضية جمة علي مدي‏18‏ شهرا بذلناها عن طيب خاطر وبمهنية عالية‏,‏ ولم نتلق أية مساندة من الجهة الحكومية المنوط بها احتضان جميع الأنشطة العلمية المصرية دون تفرقة‏.‏ وعلي الرغم من كل هذا‏,‏ يدعو الدكتور عبد الناصر توفيق علي صفحات‏'‏ القسم العلمي للأهرام‏'‏ جميع المراكز العلمية المصرية‏,‏ والتي تعمل في مجالات ذات صلة بتفاعلات الأنوية الثقيلة إلي الانضمام إلي المجموعتين الحاليتين‏,‏ وهما المركز المصري للفيزياء النظرية وقسم هندسة الكمبيوتر بهندسة القاهرة للمشاركة في تجربة أليس المهمة‏.‏