منتديات الانوار
اهلا بك زائرنا العزيز

تشرفنا زيارتك

ويسعدنا ان تكون عضوا معنا او زائرا مستديما
منتديات الانوار
اهلا بك زائرنا العزيز

تشرفنا زيارتك

ويسعدنا ان تكون عضوا معنا او زائرا مستديما
منتديات الانوار
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةالأحداثالمنشوراتأحدث الصورالتسجيلدخول


مطلوب فريق لاقسام المنتدى




شبكة منتديات الانوار10




السوق التجارى المصرى والعربى ادخل من هنا




 

 مكانة الحج في الإسلام:

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
د علاءمرتضي
موسس المنتدي
د علاءمرتضي


عدد المساهمات : 17998
السٌّمعَة : 40
العمر : 57
الجنس : ذكر

الأوسمة : مكانة الحج في الإسلام: 11100010


مكانة الحج في الإسلام: Empty
مُساهمةموضوع: مكانة الحج في الإسلام:   مكانة الحج في الإسلام: I_icon_minitimeالثلاثاء سبتمبر 22, 2015 10:19 pm

لحجُّ أيها الإخوة ركنٌ كبيرٌ من أركان الإسلام، فرضه اللهٌ تعالى على المستطيع فإذا كان الإنسانُ فقيرًا و بحث عن مبلغ يستقرضه، نقول له: لا، لا حجَّ عليك، الحجُّ على المستطيع، الحجُّ أحد أركان الإسلام الخمسة، و لكنَّ اللهَ سبحانه تعالى فرضَه على المستطيع أي إنَّ أغلبَ الظنِّ أنَّ المستطيع مشغولٌ بماله، وكأنَّ اللهَ سبحانه وتعالى يقول له: تعالَ إليَّ ودعْ بيتَك الفخمَ، وتجارتَك العريضةَ، ومكانتك المرموقة وتعالَ إليَّ، فيقول الحاجُّ: لبَّيك اللهمَّ لبَّيك.
قال تعالى:
﴿وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾
[سورة آل عمران]
((وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ ؛ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ؛ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ))
[رواه البخاري]
 فأركان الإسلام ؛ شهادةُ أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحجُّ البيت، أمَّا إذا قلنا: بنِيَ الإسلامُ على خمسٍ، شهادةِ - بالكسر - فهي بدل مِن خمسٍ، أن لا إله إلا الله، وإقامِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، وصومِ رمضان وحجِّ البيت.
 الحجُّ فرضُ عينٍ، وكلُّكم يعلم أنَّ هناك فروضُ كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكلِّ، كصلاة الجنازة، ولكنَّ الحجَّ فرضُ عين على المستطيع، يُكَفَّرُ جاحدُه، ويُفسَّق تاركُه وهو فرضٌ في العمُر مرَّةً واحدةً، لحديث الأقرع بن حابس،
(( عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ خَطَبَنَا يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ، كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْحَجُّ، قَالَ فَقَامَ الْأَقْرَعُ بْنُ حَابِسٍ فَقَالَ: فِي كُلِّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ لَوْ قُلْتُهَا لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَعْمَلُوا بِهَا، أَوْ لَمْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْمَلُوا بِهَا، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ))
[رواه أحمد]
 وقد انعقد إجماعُ المسلمين أنه واجبٌ على الفور، من حين الاستطاعة، و الدليل قول النبيَِ عليه الصلاة و السلام عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ
((قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ، يَعْنِي الْفَرِيضَةَ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ ))
[رواه أحمد]
 وقد ثبتتْ فرضيةُ الحجِّ بالكتاب الكريم، قال تعالى:
﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) ﴾
[سورة آل عمران]
 ولقول الله عزوجل:
﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ (27) ﴾
[سورة الحج]
 فلا يعرف معانيَ هذه الآيات إلا من ذاق و أدَّى هذه الفريضة بإخلاص و بصدق.
والآية الثالثة التي تؤكِّد فرضية الحجِّ قولُه تعالى:
﴿وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ﴾
[سورة البقرة]
 إذًا الحجُّ ثبت بنص القرآن الكريم، ونصُّ القرآن الكريم كما تعلمون قطعيُّ الثبوتِ وهذه الآيات قطعية الدِّلالة، وبالسُّنة المطهَّرة، لقول النبيّ عليه الصلاة و السلام فيما رواه أَبُو هُرَيْرَةَ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمَ فقال:
((أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَسَكَتَ، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ قُلْتُ: نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قَالَ ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ ))
[رواه مسلم]
 لَوَجَبَتْ - أي في كلِّ عام - إذًا هو في العمر مرة واحدة، ودائمًا الذي سكت عنه الشَّرعُ فيه حكمةٌ بالغةٌ، قال عليه الصلاة و السلام: إن الله أمركم بأشياء، ونهاكم عن أشياء وسكت عن أشياء" فسكوتُ الشارع الحكيم عن بعض الأمور توسعةٌ على المسلمين، و الذي أمر به الشرعُ لا يقلُّ حكمةً عن الذي سكت عنه، والشرعُ حكيم فيما أمر به، وفيما نهى عنه، وفيما سكت عنه، فإن الله كتب عليكم الحج، ولم يحدِّد النبيُّ ، بل أطلقه، وسكت النبيُ الكريم، قال: كل عام مرة، ثانية، بقي ساكتًا، ثم قال أفي كل عام ؟ فقال عليه الصلاة و السلام: لو قلتُ نعم لوجبت - أي في كلِّ عام - و لما استطعتم، لأنّ هذا فوق طاقتكم، و في رواية أخرى لهذا الحديث حينما قال: أفي كل عام فقال عليه الصلاة و السلام: لو قلتها لوجبت، و لو وجبتْ - أي في كل عام - لم تعملوا بها و لن تستطيعوا أن تعملوا بها " الحج مرة، فمن زاد فهو تطوُّع.
وهناك حديثٌ آخر عامٌّ يبيِّن أنَّ المؤمنَ لا ينبغي له أن يكثر من السؤال إذا سكت النبيُّ عليه الصلاة والسلام عن بعض الأشياء
(( فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ فَرَضَ عَلَيْكُمْ الْحَجَّ، فَقَالَ رَجُلٌ: فِي كُلِّ عَامٍ، فَسَكَتَ عَنْهُ حَتَّى أَعَادَهُ ثَلَاثًا، فَقَالَ: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَوْ وَجَبَتْ مَا قُمْتُمْ بِهَا، ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ وَاخْتِلَافِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِالشَّيْءِ فَخُذُوا بِهِ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ ))
[رواه النسائي]
 أي دعوني ما دمتُ قد سكتُّ عن شيء، فلا تسألوني عنه، ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ... وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، انظُرْ فإنَّ الاستقامة مطلقةٌ، والأعمالُ الصالحة فبمقتضى الاستطاعة، أمَّا المنهياتُ فيجب أن تُترَك كلِّيًّا، وإلا وقع الحجابُ بين العبد وبين الله عزوجلَّ أمَّا المأموراتُ المندوباتُ فنأخذ منها بقدر ما نستطيع، وقد أجمعت الأمَّةُ الإسلامية على فرضية الحجِّ على المستطيع، كما أجمعت على فرضية الصلاة و الصوم والزكاة، إذًا فرضيةُ الحجِّ ثبتت بالكتاب والسُّنة و الإجماع، و الكتابُ والسُّنةُ أصلانِ كبيران من أصول التشريع والإجماعُ والقياسُ أصلانِ فرعيانِ منه.
 تحدَّثتُ يوم الجمعة في الخطبة عن فوائد الحجِّ، وكيف أن الحجًّ رحلة إلى الله عزوجل، وتفريغٌ لهذه النفس من مشاغل الدنيا، وتسريعٌ في إقبال العبد على الله عزوجل ورحلة تدريب على الرحلة الأخيرة إلى الدار الآخرة، رحلةٌ قبل الأخيرة، فهي رحلةٌ إلى الله عزوجل، بل انسلاخٌ من الأقنعة الكاذبة التي نتوهَّمها كقناعِ المال، هذا القناعُ ُيخلَع عنك في الحجِّ، وقناعُ المكانة الاجتماعية، وقناعُ المُتَع التي تمارسها و أنت في بلدك، هذه الأقنعة كلُّها ستسقط عن صاحبها في الحجِّ، كأنَّ الحجَّ يعيدك إلى حجمك الحقيقي، وكأنَّك هناك تتفرَّغ إلى الإقبال على الله عزوجل، من أجل أن تذوق طعمَ قربه، وعلى كلٍّ ؛ كان الحديث يوم الجمعة طويلًا عن فوائد الحجُّ، وقد غلبَ على هذا الدرس الطابعُ الفقهي، لذلك ننتقل إلى شروط وجوبه.
 الحجُّ فرض عين على المسلم، فمن شروط وجوبه الإسلام، فلا يجب الحجُّ على غير المسلم، فلو أنّ إنسانًا كافرًا كان مستطيعا ماليًا أو أنّ إنسانًا كافرًا غنيًّا أسلم ثم افتقر فرَضًا هل عليه الحجُّ ؟ لا، لأنه لمَّا كان كافرا مستطيعًا لم يكن محلَّ الخطاب، فهذه نقطةٌ مهمَّةٌ، لأنّ من شروط الحجِّ الإسلام، فلا يجب على غير المسلم، لعدم خطاب الكافر بالفروع، و من شروطه العقلُ، فلا يجب على المجنون لأنه ليس أهلا للتَّكليف، لفقده أداةَ فهم الخطاب ومعرفة الأحكام، وإذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب، والبلوغ فلا يجب على الصغير لأن التكليفَ يبدأ بالبلوغ، لكنَّك ترى في الحجِّ أطفالاً صغارا يرتدون ثياب الإحرام و يحُجُّون مع آباءهم ، فهذا من قبيل التدريب والتَّبرُّك، ولكنَّ الصغير ليس عليه الحجُّ، والحرِّيةُ، فلا يجب الحجُّ على العبد ويقاس على العبودية مَن فَقَدَ حرِّيته، كَمَن كان مسجونا، فليس عليه الحجُّ، فلا يجب على العبد لأن الحجّ فريضةٌ بدنيَّة مالية، والعبدُ وما ملكتْ يده لسيِّده.
 فلو حجَّ الصبيُّ، أو حجَّ العبدُ مع سيِّده وقع حجُّهما نفلاً، لا فريضةً، بمعنى أن الصبيَّ إذا كبُر عليه حجَّة الإسلام، و أن العبد إذا أعتِق عليه حجَّة الإسلام، ويُشترط العلمُ بفرضية الحجِّ لمن أسلم بدار الحرب، أي إن الإنسان إذا أسلم حديثًا في دار الحرب - نحن عندنا ثلاثُ دور، دارُ الإسلام، فرجل نشأ في بيئة مسلمة، نشأ في الشام، و يقول: واللهِ أنا لا علمَ لي بالحجِّ، هذا كلامٌ مرفوض، أو إنسان نشأ في بلاد إسلامية وليس عنده علم بأن الحجَّ قد فُرِض عليه، هذا كلام مرفوض أيضًا، هذه دار الإسلام فلا جهل فيها، وعندنا دار الحرب، و عندنا دار الكفر، و ثمَّة احتمال أن يسلم الإنسانُ في أثناء الحرب، في أثناء الفتوح، أسلم وقد ودخل في أشهر الحج، هذا ليس علمه بفرضية الحج قائمًا، ومن شروط الحج العلمُ بفرضية الحج لمن أسلم بدار الحرب، أما مَن أسلم بدار الإسلام فلا يُشترَط العلمُ، بل يُعدُّ وجودُه في دار الإسلام علمًا، وما دمتَ في دار الإسلام فأنت قطعًا تعلم أن الحج فرضٌ.
 وتأسيسا على هذه الأفكار أقول: يجب الحجُّ على العبد بعد العتق، وعلى الصبيِّ بعد البلوغ، و على المجنون بعد أن يعود إلى عقله، دخل المِصحَّ فصحا وجب الحجُّ عليه، وقد كان ساقطًا عنه حينما كان عبدا أوصبيًّا أو مجنونا، والنقطة الدقيقة أنَّ الفقيرَ إذا حجَّ يقع حجُّه عن الفريضة، فإذا كان الإنسان متشوِّقًا كثيرا، وكان فقيرا وجمَّع قرشين وأعانه الناسُ ذهب إلى الحجِّ، هل نقول له: هذه حجَّةٌ نافلةٌ ؟ لا، فإذا حجَّ الفقيرُ يقع حجُّه عن الفريضة، أي لا تلزَمه حَجَّةٌ أخرى، و لو أصبح فيما بعدُ غنيًّا، هكذا الحكمُ الشرعي.
ومن شروط الحجِّ أن يُؤدَّى في الوقت المناسب، ووقتُ الحجِّ هو أشهر الحجِّ، فمن ملك مالًا و صرفه في غير أشهر الحجِّ، كَمَن كانت لديه خمسون ألف ليرة، واشترى بها دكَّانا في غير أشهر الحجِّ، فلا حجَّ عليه، ومن ملك مالاً وصرفه قبل حلول أشهر الحجِّ فلا شيء عليه و أشهرٌ الحجِّ هي ؛ شوَّال وذو القعدة والعشرُ الأولُ من ذي الحِجَّة، هذه أشهر الحجِّ قال تعالى:
﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ﴾
[سورة البقرة]
 ويجب أن يُؤدَّى في الوقت المناسب ويجب العلمُ به وبفرضيته والحريَّة والعقلُ والبلوغُ والإسلام هذه شروط الوجوب.
 وبقيت الاستطاعة، ومعناها القدرةُ، ولها وجوهٌ كثيرةٌ لا بدَّ من تحقُّقها، لأنها تكون بالمال وبالنفس وبالطريق، فأما الاستطاعة بالمال فتكون بمُلك الزاد، أي أن تملك نفقات الطَّعام والشراب طيلةَ أيام الحجِّ، و يجب أن تعلم كم يكلِّف طعامُ الحاجِّ، وأن تملك قيمة الزاد وأن تملك الراحلةَ أو أجرتَها، والآن ثمن ركوب الطائرة، ذهابًا وإيابًا، وبعضُ العلماء قالوا: من كان غيرَ مستطيعٍ أن يركب الباخرة و لم يملك ثمن ركوب الطائرة فليس مستطيعاً، فيجب أن يملك الزاد و الراحلةَ ذهابا وإيابًا، ويجب أن يملك نفقاتِ السكنى أيضًا، كلُّ هذه النفقات يجب أن تكون زائدة عن نفقات سكنه، وأثاث بيته وثيابه ونفقات عياله الملتزِم بالإنفاق عليهم إلى حين عودته، ومصروف البيت وأجرته، والطعام و الشرابُ، ونفقات الكهرباء والماء، فكما كان هذا البيتُ في وجوده يجب أن يستمر بعد سفره للحج، وهذه النفقات بالحدِّ الوسط، وليس بالحدِّ الأعلى، من غير إسراف و لا تقتير، فهذه هي الاستطاعة التي تشترط لوجوب الحجِّ، فمن لم يملك هذا المال الذي يمكّنه من الحجِّ فلا يجب عليه الحجُّ.
 أما الاستطاعة بالنفس فهي أن يكون المكلَّف صحيح البدن و الأعضاء، فلا يجب الأداءُ مع العجز الدائم كالمُقعَد، ومقطوع اليد و الرِّجل، ولا على الشيخ الكبير الذي لا يثبت على الراحلة بنفسه، ولا على الأعمى ولو وجد قائدًا، و لا على المريض الذي لا يُرجَى بُرْؤُه كلُّ هؤلاء لا يستطيعون الحجَّ، لا لعلَّة المال، بل لعلَّة الصحَّة.
 وأما الاستطاعة بالطريق، فيجب أن يكون الطريق آمنًا بغلبة السلام، فإن خاف على نفسه القتل أو خاف على ماله السرقة فلا يجب عليه الأداء، فوجب عليه الحجُّ و سقط عنه الأداءُ، وهناك أحكامٌ أخرى سوف نراها بعد قليل.
 قال العلماءُ: والذين يشعرون بدُنُوِّ أجلهم قبل أن يؤدُّوا حجَّ الفريضة بسبب عدم أمن الطريق، أو بسب عدم صحَّة البدن لعجزهم، كالمُقعد الذي لا يستطيع المشيَ، أو الشيخ الهرِم أو الأعمى، وغيرهم ممَّن لا يتمكَّنون من أداء الحجِّ بأنفسهم، فيجب عليهم الإيصاءُ بالحجِّ عنهم بعد الوفاة، فما دمتَ تملك المالَ فقد وجب عليك الحجُّ، فعندنا شروط الوجوب، وعندنا شروط الأداء، وما دمتَ غيرَ مستطيع لصحَّتك سقط عليك الأداءُ بذاته، ووجب عليك أن تجهِّز حاجًّا آخر، أو أن توصي بأن يُحجَّ عنك.



[
center]



مكانة الحج في الإسلام: Images?q=tbn:ANd9GcStPC8UBUDMhcRz3wtGerWfUESbCSLHvLCGe4lJ6LntE5l4UASepg
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alanwar10.ahlamontada.net
نور الإيمان
عضو ماسي
عضو ماسي
نور الإيمان


عدد المساهمات : 649
السٌّمعَة : 0
العمر : 56
الجنس : انثى

الأوسمة :
مكانة الحج في الإسلام: 1315461858593


مكانة الحج في الإسلام: Empty
مُساهمةموضوع: رد: مكانة الحج في الإسلام:   مكانة الحج في الإسلام: I_icon_minitimeالجمعة أكتوبر 09, 2015 12:40 am

طرح مميــز
جــزاك الله خيراً
ونفع بما طرحته هنا وبـارك فيك
الف شكـــر لك
مكانة الحج في الإسلام: 65399799_1287283371_0_46189_44338a4d_M.jpg


مكانة الحج في الإسلام: 6knoli11
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://wahetaleslam.yoo7.com/
أمير الاحساس
عضونشط
عضونشط



عدد المساهمات : 112
السٌّمعَة : 0
الأوسمة :
مكانة الحج في الإسلام: 1315461858593


مكانة الحج في الإسلام: Empty
مُساهمةموضوع: رد: مكانة الحج في الإسلام:   مكانة الحج في الإسلام: I_icon_minitimeالسبت نوفمبر 28, 2015 2:47 pm


إنْتِقَآءُ يَعْبَقُ بِعُطَورِِ آلْجَمَالِْ
لك كٌلُ السَعَادَه
..... وَعُنْقُودُ أَمْتنِانْ ~
تُجَآوِرٌ رًُوحَك..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مكانة الحج في الإسلام:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مكانة شهر رمضان
» مكانة الصيام وفضله
» كتاب الشرح الواضح في الحج والعمرة .. كل شي عن الحج والعمرة .. شرح بالصور
» مصر قبل الإسلام – جزء 1
» أول شهيدة في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات الانوار :: الاقسام العامة :: الأقسام العامة :: الاقسام الاسلامية العامة :: الحج-
انتقل الى: