باكينام الشرقاوي.. سيدة القصر ''المتأخونة''

الدكتورة باكينام الشرقاوي مساعدة رئيس الجمهورية للشؤون السياسية













احتل اسم باكينام الشرقاوي مساعد رئيس جمهورية مصر العربية للشئون
السياسية، صدارة المشهدين الإعلامي والسياسي بعد الحوار الوطني الأخير لبحث
تداعيات سد النهضة الإثيوبي والذي وصفه (الحوار) سياسيون بـ''الفضيحة''
نظرا لما جرى فيه على الملأ.
درست الدكتور باكينام الشرقاوي بمدرسة
''سان جان أنتيد'' الفرنسية للراهبات، وحصلت على المرتبة الثانية على مستوى
الجمهورية في القسم الأدبي عام 1984، والتحقت بكلية الاقتصاد والعلوم
السياسية بجامعة القاهرة ، وحصدت جائزة الطالبة المثالية مرتين أحدهما على
مستوى الكلية والأخرى على مستوى الجامعة.
نالت درجة الماجستير
والدكتوراه في نظم الحكم والتنمية. عملت أستاذة العلوم السياسية بذات
الكلية، وشغلت منصب رئيس مركز الدراسات الحضارية وحوار الثقافات بالجامعة.
وكان
عنوان رسالة الماجستير ''الظاهرة الثورية والثورة الإيرانية''، والدكتوراه
في موضوع ''نظم الحكم والتنمية''، ولها بعض الأبحاث في مجال حوار الثقافات
والعلاقة مع الغرب وعلاقة السلطات الأوربية بالمسلمين المقيمين في هذه
البلاد وشاركت في العديد من المؤتمرات المصرية والدولية ودرست للطلاب
بجامعات خاصة مصرية ودولية، كما انها كاتبة رأى بالعديد من الجرائد
المصرية.
وتعبر ''الشرقاوي'' عبر صفحتها الرسمية بموقع فايسبوك وعن
آرائها ومواقفها السياسية، تتواصل مع المواطنين الذين تعدت وجهة نظرهم
تجاها حسب اختلاف التيارات التابعين لها فالبعض يصفها امرأة بمليون رجل
وانها نموذج للنساء الصالحات، وأخرون يرون أنها ''بوق النظام والمدافع
المستميت عن سياسيات الرئيس من أجل تجميلها''.
أما جمهور ''تويتر''
فغالبا ما يتفاعل مع تصريحات ''الشرقاوي'' حتى أن بعضهم وصفوها أنها
''النسخة الإخوانية'' من عائشة عبدالهادي، وزير القوى العاملة الأسبق،
وانها القائد للفريق الرئاسي من خلف ستار قصر الرئاسة، واخرون يرون انها
صورة للمرأة المصرية كما يجب ان تكون ، نظرا لآرائها المعروف بوقوفها
بجوار الرئيس وقرارته ومواجهتها للثورة المضادة ورفضها لتشكيل حكومة
جديدة في ظل الظروف الصعبة للبلاد.
وتعبر ''الشرقاوي'' عن مواقفها
بأنها ترى أنه لابد من الاستعانة بالاكاديميين في صناعة القرار السياسي
للبلاد وانها عبارة عن ''ترس'' في ماكينة صناعة القرار بمصر، وترفض
الاستقطاب السياسي والعنف أو هيمنة فصيل بعينه، وانها ليست عضوا بحزب أو
حركة سياسية وبالنسبة لها الإخوان حركة وسطية معتدلة وان مصر دولة
ديمقراطية حديثة ولا تعترف بأن هناك ''أخونة'' للبلاد.
وهى رغم عملها
الأكاديمي والسياسي فهي زوجة للمستشار أمجد مهران، رئيس محكمة الاستئناف
القاهرة، وام لابن وابنه، ووالدها هو اللواء رشاد الشرقاوي نائب قطاع
بجهاز مباحث أمن الدولة المنحل.
أرتبط ذكر أسم باكينام الشرقاوي
غالبا بعد صدور قرارات رئاسية أو حدوث هجوم على سياسية مؤسسة الرئاسة، وقد
عقبت وسائل الاعلام مرارا بأنها ''محامي النظام وأنها المدافع الأول عن
سياسيات وقرارات الرئيس''.



ويستغرب أحد زملائها بالجامعة، رفض ذكر أسمه، من الصعود المفاجئ لها لتصبح
مستشار الرئيس للشئون السياسية، رغم أنها لم تكن من الكفاءات البارزة
ولكنها شخصية محترمة وتربطها علاقات جيدة بزملائها وطلابها، ويرى البعض أن
أدائها الاكاديمي كان ''ضعيف'' وليس لديها خبرة بالعمل السياسي، وهو الأمر
الذي أنعكس على أداء الرئيس السياسي.
ويحلل أسباب وصولها للفريق
الرئاسي بالربط بين ميولها الإخوانية وتصعيدها ضمن الفريق الرئاسي خاصة
ويؤكد أنها لم تكن من الشخصيات المعروفة في الوسط الجامعي، وأن هناك كفاءات
بالجامعة تجمع بين الخبرة الاكاديمية والعملية وكان من المفترض الاستعانة
بهم من اجل تدعيم الفريق الرئاسي.
ولعل أبرز المواقف التي ذكر أسمها
فيها كان خلال أزمة حزب النور والحرية والعدالة عندما صرح ''خالد علم
الدين'' مستشار الرئيس المقال، أنه تم إقالته بعدما شرح لمستشارة الرئيس
أسباب اعتراضه على سياسية الرئاسة.
''الشرقاوي'' التي اهتمت بالمجال
البحثي في الشئون الإيرانية والتركية والعلاقات مع الغرب ومقارنة سياسيات
الغرب بالعرب، أكدت أن اختيارها كمستشارة الرئيس ليس لكونها امرأة أو
للدفاع عن قضايا المرأة فقط، ولكن للمشاورة في كافة القرارات السياسية.
ورغم
تعدد المواقف التي هوجمت فيها ألا رئاستها للوفد النسائي للجنة المرأة
بالأمم المتحدة، تم تعريفها بأنها نائب رئيس الوزراء وهوما أثار العديد من
التساؤلات حول طبيعة عملها في مؤسسة الحكم وعلاقتها بالرئيس والإخوان،
ورفضت بعض المنظمات النسائية تصريحاتها المتعلقة بأن المرأة المصرية لم
تتعرض للعنف وحظت بحقها في الدستور والبرلمان.
ورغم محاولاتها تبرير
الامر عبر فايسبوك، إلا أن الجمعيات النسائية اصدرت بيانا انتقدت فيه
تصريحاتها التي أدلت بها خلال الدورة 57 للجنة المرأة بالأمم المتحدة. وقال
البيان إن الرئيس يريد أن تكون كيانا موازيا لرئيس المجلس القومي للمرأة.
وتتباين
موقف الوسط السياسي حول سياسة ''باكينام'' فالتابعين للتيار الإسلامي مثل
دكتورة عزة الجرف، عضو جماعة الإخوان المسلمين، يرونها صورة محترمة ومشرفة
للمرأة المسلمة المصرية وشخصية متوازنة تراعي مصالحها بلادها وتدافع عن
شرعية نظام منتخب.
ويقول التابعون للتيار الليبرالي ومنهم دكتور
عبدالله المغازي، عضو جبهة الإنقاذ، إن تمسكها بمنصبها رغم استقالة أغلب
مستشاري الرئيس يدل على أنها ممن يطلقون على انفسهم انهم ليسوا إخوان
ولكنهم يميلون بتصرفاتهم للأخونة، ولهذا كانت من أبرز المؤيدين للإعلانات
الدستورية للرئيس وللدستور ولقرارات الرئيس وتدافع باستماتة عنه ولا ترحب
بتغيير الوزارة، على حد قولهم.
ويرى المغازي أنها تفتقد الخبرة
السياسية وهو ما أنعكس على أداء الرئيس السيء ،وأنها خير مثال للسياسية
الاستبدادية للرئيس والبوابة التي يتم من خلالها انتهاك حقوق المرأة وأنها
أغلب الظن ربما تنعم قريبا بالمنصب الذي عرفت به خلال دورة المرأة بالأمم
المتحدة لتكون ''نائب رئيس الوزراء'' قريبا.